كيف ترد على هذه الشبهة الشيعية ؟

 

السؤال:

السلام عليك ورحمة الله و بركاته
تحيه طيبه اما بعد
في احد غرف الشيعه في البال توك يناظرون السنه و عندهم سؤال يرددونه كثيرا على كل سني يدخل في نقاش معهم و الان و بعد سماعي للسؤال لمدة اربعة ايام متتاليه و لم يستطع ان يجيب عليه احد و يسعدون كثيرا بعدم قدرة احد للجواب عليه وهو
باي حق تدفن عائشه رضي الله عنها ابو بكر و عمر في غرفتها و البيت كله ملك للرسول عليه الصلاة و السلام و الانبياء لا يورثون
و يقولون هذا احد اسباب شتمنا لابو بكر و عمر لانهم اغتصبوا البيت بغير حق
الرجاء الجواب على هذا السؤل باسرع وقت ممكن
وادعوك لدخول مناظره معهم ليتبين الحق من الباطل مع العلم ان الذين يتحدثون باسمهم كثيرون العلم و للاسف الذين يتحدثون باسم السنه متواضيعن المعرفه والعلم
و جزاك الله خيرا

*******************

جواب الشيخ:

الرد :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

1ـ في هذه الجملة اعتراف الشيعة بأنهم يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، ومع أن هذا قد طفحت به كتبهم ، غير أنهم ينكرونه أحيانا ، فهذا اعتراف صريح منهم .

2ـ لو فرضنا أن ما يقولونه في هذه الحجة الواهية صحيحا ، فكيف يحاسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما على أمر حصل بعد موتهما ، فإن قيل لكنهما أمرا بأن يُقبرا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

فالجواب : فإذاً لماذا لم يمنعهما علي رضي الله عنه من اغتصاب بيت النبوة ، هل كان خائفا ، فلم يكن كذلك بل كان من أشجع العرب ، أم ضعيفا ، كيف وهو فعل ما فعل في خيبر عند الشيعة ، أم مداهنا فكيف وهو إمام معصوم ، فلم يبق إلا أن يكون موافقا ، وحينئذ فلايمكن أن يكون مؤيدا لباطل ، فلم يبق إلا إنه مؤيد لحق وهذا هو الصواب .

3ـ لأن الأنبياء عليهم السلام ، لا يورثون ، لم يقسم بيته على ورثته ، وصار صدقة عامة ، يستفيد منها أحوج الناس بعده ، ولهذا بقيت فيه عائشة رضي الله عنها ، لأنها أحوج الناس إذ لم يكن لها بيت سواه ، وليقصدها من يريد سؤالها عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما لم يكن في البيت متسع ، كان أحق الناس بالدفن فيه أخص أصحابه به ، وهما الصديق والفاروق .

وإنما أقر علي رضي الله عنه ، وكذلك سائر الصحابة أنهما أحق الناس بالقرب منه صلى الله عليه وسلم لِما علموا من اختصاصهم به في حياته صلى الله عليه وسلم ، مالم يكن لغيرهم من الصحابة .

وصح في الحديث انه قال عنهما أنهما وزيراه ، وأنهما بمنزلة السمع والبصر ، وأنه قال عنهما أنهما إن وافقاه في أمر مما لم ينزل عليه به وحي ، فإنه لا يهمه من خالفه بعدهما .

وبذلك يكون بيت النبي صلى الله عليه وسلم قد جُعل بعد موته في أحب ما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وأرضى ما يكون في نفوس المسلمين ، في دفن احب أصحابه إليه عنده ، فكأن المسلمين تنازلوا عن حقهم العام ، لصالح أفضلهم وأحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم .

ولو كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل في الباطل ، لما سكت عن ذلك أصحابه ، ولا رضي علي رضي الله عنه بذلك ، فإن قيل : فلعلهم كرهوا وسكتوا ، قلنا لنا الحكم بالظاهر ، ولا يجوز بناء الأحكام الشرعية على أمور باطنية ظنية لا دليل عليها ولم تثبت .

4ـ لو كان كما يزعم الشيعة أن الصديق والفاروق رضي الله عنهما ، اغتصبا بيت النبوة ، والنبي صلى الله عليه وسلم لو قدر لما أذن لهما بأن يدفنا جواره ، فيرى المسلمون عبر القرون ذلك ، فيغترون بظاهر الحال ، ويتوالون الصديق والفاروق رضي الله عنهما .
ولو كان الأمر كذلك ـ كما تزعم الشيعة ـ فلماذا إذاً لم يمنع الله تعالى من وقوع هذا الأمر ، إكراما لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فإنه أعظم مكرم عند الله حيا وميتا ؟1

ولماذا أهانه بجعل أبغض الناس إليـــه ـ كما تزعم الشيعة ـ وأبغضهم إلى الله وهما الجبت والطاغوت ـ قبّح الله من يقول ذلك ـ جعلهما يُدفنون جواره وفي بيته من بعده ، ويسكت الناس كلهم على هذه الإهانة العظيمة .

وإذا كانت الشيعة يعتقدون أن من أشد الإهانة للشيعة أن يدفن الشيعي بين قبور السنة أو العكس ، فكيف بدفن الخونة ـ كما تزعم الشيعة ـ عند النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف لم يمنع الله تعالى وقوع ذلك إكراما لنبيه صلى الله عليه وسلم ؟!

أما عند أهل السنة ـ وهو الحق الذي لاريب فيه ـ فلم يمنع الله تعالى ذلك ، لانه سبحانه وتعالى اختار لهما هذا المكان المشرف ،واختار لنبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يدفن عنده أحب الناس إليه ، وليكون بذلك آية لكل الناس إلى قيام الساعة ، أن مذهب الشيعة باطل ، والشاهد على ذلك ، أنه مذهب قائم على أبطل الباطل ، وهو البراءة من الشيخين اللذين اختار الله مرقدهما قرب أحب الخلق إليه صلى الله عليه وسلم .

5ـ ليس بصحيح ما يزعمه هذا الشيعي أن سبب شتم الشيعة للصديق والفاروق رضي الله عنهما أنها دفنا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان هذا الأمر يغيظهم كثيرا ، بل بسبب ما يعتقدونه أن الصديق والفاروق رضي الله عنهما وكل الصحابة إلا أربعة أو سبعة فقط ، قد ارتدوا وخانوا أمانة النبي صلى الله عليه وسلم ، وجحدوا وصيته ، في أن يكون خليفته من بعده علي رضي الله عنه .

والعجب أنهم يروون عن علي رضي الله عنه من الخرافات عن القوة الخارقة ، التي يعجز عنه آلاف الرجال ، ثم يزعمون أنه عجز عن استرداد حقه ، وأن الصحابة لم يخافوا منه ، مع رؤيتهم لشجاعته الفائقة ، وقوته الخارقة ، بل تحدوه علنا ، وجحدوه ، وتركوه ضعيفا عاجزا لا يقدر على شيء ، فليت شعري أية عقول تلك التي تصدق هذه التناقضات السخيفة التي لا تنطلي على أجهل الجهال والله المستعان .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006