السلام عليكم شيخنا الكريم هل الكحول الذى يستخدم فى تركيب العطور نجس وقد قال لى من يبيع العطور هذه بأنه لايستخدم فى صناعة الخمور لانه مادة سامة وهو(ميثانول) وليس ايثانول....علما بان اللتر من هذا الميثانول تكلفته 16 جنيه بينما الاخر يفوق ال60 جنيه افيدونا افادكم الله.

 

الحمد لله والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
 
العطور مباحة الإستعمال في غير الشـرب، حتى لو اشتملت على ما يُذهب العقل
 
لأنّ ما يذهب العقل قسمان :
 
أحدهـما : الخمر وهي التي أُعدِّت للشرب ، وتُشرب للسُّكر عادة ، فهذه يحرم فيها جميع وجوه الإستعمال ، لقوله تعالى ( فاجتنبوه ) ، وورد فيما خرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وغـيرهما : (  لعن النبيُّ صلى الله عليه وسلم ،  في الخمر عشرة :  عاصرها ،  ومعتصرها ، أي طالب عصرها ،  وشاربها ،  وحاملها ، والمحمولة إليه ،  وساقيها ، وبائعها ، وآكل ثمنها ، والمشتري لها ،  والمشتراة له ) .
 
( وسأله رجل عن الخمر فنهاه عنها فقال الرجل إنما أصنعها للدواء قال النبي صلى الله عليه وسلم ،  إنهليس بدواء ، ولكنه داء )  أخرجه مسلم
 
وورد مرفوعا : (  من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة تدار عليها الخمر ) .. رواهأحمد ومعناه عند الترمذي.
 
 ولكنّ مع ذلك ، فالخمـر ، نجسة نجاسة معنويّة ، وليست حسـية في أصح قولي العلماء ، كما بيّناه في فتوى سابقة ، فلو وقعت على الثوب ، صحَّت الصلاة فيه.
 
والقسم الثاني : مواد أخرى تسبِّب فقدان الإدراك لو شُربت ،  ولكنها ليست خمرا ، مثل البنزين ، والديـزل ، ومستخرجات نفطية أخرى ، ومثـل ما يضاف العطور من مـادة الميثانول ، وبعض المواد التي تستعمل في الأصباغ ، وفي الصـمغ ، وبعض وسائل التجمّل والزينة ..إلـخ
 
  فهذا القسم : يشتمل على مواد هي في الحقيقة سموم ، وليسـت خمرا ، ولكن تستعمل أحيانا بقصـد إذهاب العـقل ، فهذه يحرم إستعمالها لهذا القصد ، أما سائر وجوه الإستعمال فالأصل أنها مباحـة .
 
 والدليل هـو الإباحة الأصلية ، ولأنها ليست خمرا لتتناولها نصوص اجتناب الخمر مطلقا ، ولأنّ غالب استعمالها فيه مصلحة ظاهرة لاتقاومها مفسدة ، وإنما حرمت جميع وجوه إستعمال الخمـر لأنها لاتستعمل إلاّ فيما يحقق مفاسدها ، فحُرّم جميعُ تعاطيها قطعا لدابرها ، وهذا لايتحقق في القسم الثاني ، فلامعنى لتحريمه مطلقا ، حتى لو كانت تستعمـل نادرا لإذهاب العـقل ، فالنادر لايستدعـي سدّ الذريعـة ، في قواعـد الشـريعة .
 
والله أعلم

الكاتب: ابوحذيفة
التاريخ: 10/04/2007