فضيلة الشيخ ما هو الرد على فتوى السفيه المعروف بالفتاوى الشاذة بأنه يجوز ذهاب المسلمين لقس نصراني للعلاج الروحاني !! |
|
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
فلا يخفى أنه لايجرؤ على الفتوى بمثل هذا الضلال المبين ، إلاَّ من ارتكس في النفاق نسأل الله السلامة ،
وكيف يصحّ في دين الموحدين ، أن يلجأ مسلمٌ موحد ، لكفـَّار يعبدون الصليب ، ويكذبون بخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ويصفونه بأشنع الإفتراءات ، ولمن وصفهم علماء الإسلام بأنهـم _ كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله _ : ( المثلثة أمة الضلال ، وعباد الصليب ، الذين سبـُّوا الله الخالق مسبَّة ما سبه إياها أحدٌ من البشر ، ولم يقـرّوا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما تكاد السماوات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخـرّ الجبال هدّا ، فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها : إنَّ الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته ، وأن المسيح ابنه ، وأنه نزل عن كرسي عظمته ،والتحم ببطن الصاحبة ، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن.
فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر ، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: (يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا ، وارحمينا).
فدينهم شرب الخمور واكل الخنزير، وترك الختان ، والحلال ما حلله القس ، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير) أ.هـ هداية الحيارى .
كيف يصح أن يلجأ المسلم الموحد لأهل هذا الدين الباطـل ، لعلاج ما أصابه من مسّ شيطاني ، أو غيره من الأمراض التي تصيب الروح ، والحال أنَّ هؤلاء القسّيسين الدجالين هم إخوان الشياطين ، وإن أخرجوا شيطانا من جسد إنسيّ ، فلأنهم هم أدخلوه ، فالشيطـان وليُّهم ، كما يخدع السحرة ضعاف الإيمان ، والعقول ، فيرسلون الشياطين لتدخل في أجسادهم ، وتؤذيهـم ، فيحملهم ذلك إلى اللجوء إلى السحرة ، فتخرج الشياطين من أجسادهم عند السحرة لتفتنهم عن دين التوحيد إلى الشرك والكفر ، والعياذ بالله تعالى ، كما يفعل ذلك سدنة القبـور ، فإنهم يرسلون الشياطين لتصرع الناس ، فيأتـون بالنذور والأموال إلى الضريح ، فتخرج الشياطين منهم ، ويفتتنون بعبادة أرواح الموتى ، وينتفع السدنة بالمال .
وقد حدثني الثقة أنه قرأ على مصروع بشيطان من الجن ، فلما تكلَّم هذا الشيطان أخبره بأن الذي أرسله لإيذاء المسلم هو أحد أكابر القسّيسين الدجّالين.
ومعلوم أنـَّه ليس ثمة تغريـر للمسلمين مثل إفتائهم بالذهاب لعابد الصليب في كنسيته طلبا للعلاج الروحاني ، وعابد الصليب يشرك بالله تعالى ، ويستعين بغير الله تعالى ، مظهـراً أنّ ذلك هو السلاح الذي يغلب الشياطين ، كما أنَّ في الذهاب إليهـم إظهـارا لأعظـم الناس شركا _ وهـم عباد الصليب _ في صورة الصالحين القادرين على قهر الشياطين بما لديهم من إيمان ، وإظهار كنيستهم التي هي معبد الإشراك والكفران ، في صورة الملجأ من الخطـر على روح الإنسان .
وهذه الفتوى أشنع وأضل من الفتوى الخبيثـة بجواز الذهاب للساحر لفك السحر ، لأنَّ الساحر يدعي أنه مسلم يعالج الناس ، وحتى لو علم الناس أنـّه ساحر فإنّ السحر ممجوج في فطرهم ، وذلك بخلاف من يظهـر للناس دينا غير دين الإسلام ، وهو على دين باطل قائم على الكفر ، والشرك ، والتكذيب بخاتمة الرسالات .
والحاصل أنْ كفى بهذه الفتـوى ضلالا مبينا في الدين ، وفسادا وإفسـادا للمؤمنين ، ومن يفتي بمثل هذا يجب _ في حكم الشريعة _ أن يعـزَّر تعزيراً بالغـا ، ويُنكَّـل به تنكيـلا عظيما ، ليكون عبرة لغيره من المفسـدين ، لاسيما وأنّ في إظهارها في هذا الوقت الذي تنتشر فيه الدعوة إلى وحدة الأديان ، لإبطال الفرق دين الإسلام الحق ، وغيره من الإديان الباطلة ، وبين التوحيد والشرك ، وبين عبادة الله ، وعبادة الطاغوت ، وبين الإيمان والكفر ، في إظهارها في هذا الوقت فتنة عظيـمة للمسلمين ، ولايستبعد أنّ المفتي بها من ( إخوة الماسونيين ) المولعين بهذه الدعوات الباطلة ، ومعلوم عنهم تجنيـد بعض المنتسبين للدين والإفتاء ، لتزيين باطلهم ، وتمرير دعوتهـم الشيطانية ،
نسأل الله أن يريحنا من الأئمة المضلين ، مطية اليهود وعباد الصليب والمشركين ، آمين
والله أعلم وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الكاتب: زائر
التاريخ: 02/04/2010