أوباما هو ذو السويقتين ؟!!.. فضيلة الشيخ ما رأيك في هذا المقال الذي فسر حديث ( ذو السويقتين الذي يهدم الكعبة ) بأنه الرئيس الأمريكي أوبامـا ؟!!

 

فضيلة الشيخ بعض الكتاب ، كتب مقالا يزعم فيه أن أوباما هو ذو السويقتين الذي ورد في الأحاديث أنه يهدم الكعبة آخر الزمان ،وقد ورد في مقاله ما يلي :

ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة

وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في الفتن والملاحم عن الإمام أحمد رحمه الله بسنده إلى عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال :- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة , ويسلبها حليها , ويجردها من كسوتها , ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً(1) , يضرب عليها بمساحيه ومعوله) وهذا إسناد جيد قوي .
(1) به فدع : وهو اعوجاج المفاصل

وأوباما هو اسم من اللو مجموعة عرقية في جنوب غرب كينيا ، حيث ولد باراك أوباما الأب. وكانت في الأصل بالنظر إلى اسم باراك أوباما الجد الاكبر. وهو يقوم على اللو (من الناحية التقنية ، Dholuo ، لغة اللو) كلمة باما ، والذي يعني "معوج ، قليلا رضوخ". البادئة او- تعني "هو" ، والعديد من رجال اللو أسماءهم تبدأ بها. ونظرا لأن معظم الأسماء التقليدية لمجموعة اللو هي التي قدمتها والدة الطفل في اشارة الى شيئا عن ولادة الطفل ، افضل ما يمكن توقعه هو أن أوباما عندما الجد الاكبر عندما ولد كان واحد من ذراعيه أو رجليه بدت تميل قليلا
أي ان كنية اوباما تعني ذو الساق او اليد المائلة أي افدع اليد او الرجل

وورد في مقاله أيضا:

رجل أسود .
- له نفوذ وجيش كبير
-يخرج من الحبشة ( القرن الافريقي المتمثل في الصومال اثيوبيا كينيا واريتريا)
- دقيق الساقين
- اصلع اواصعل (أي صغير الرأس)
-اصمع (كبير الأذنيين وقيل صغير الأذنين)

فهذه الصفات تنطبق علي باراك اوباما

***

جواب الشــيخ :

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمـد وعلى آله وصحبـه وبعد :
حمــل هذه الأحاديث الصحيحة على أوباما خطأ محض ، وتكلُّف واضح ، ولايجوز قوله ، فالحديث في شأن هدم الكعبة الذي يحصل آخر الزمان عندما لايبقى في الأرض المؤمنون بعدما تأتي الريح التي تقبض أرواحهم فيبقى في الأرض شرار الخلق ، فلايبقى من يحج ويعتمـر ، فتهدم الكعبة حينئذ ،
وذلك لا يحدث أعني قبض أرواح المؤمنين إلا بعدما يحكم الإسلام الأرض وتعلو كلمته بنزول المسيح عليه السلام.
فقد جاء في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلا قَبَضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ ، قَالَ : فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ أَلاتَسْتَجِيبُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ)
 والمقصود أن هذا الهدم يحدث في آخر الزمان عند قرب الساعة ، أما الآن فلو أراد أحد أن يهدم الكعبة لقصمه الله كما قصم أصحاب الفيل ، إذ كانت قبلة المؤمنين بالله تعالى ، الطائفين ، والقائمين ، والركــّع ، السّجود ، أما عندما يُرفـــع الإيمان ، ويُقبــض المؤمنون ، ويبقى شرار الخلق ، وتقرب الساعة ، ويأذن الله بخـراب الدنيا ، للقيامة والحسـاب ،  فتهدم الحبشة الكعبة حينـئذ ، ثم تقوم الساعــة ، ولهذا ورد هدم الكعبة في سياق الحديث بعد حرف ( ثم ) الذي يفيد التراخي ، أي يحدث بعد ذلك بزمـن بعيد .
ثم إن الحديث ينص على أن الحبشة هم الذين يفعلون ذلك ، يقودهم ذو السويقتين ، وأنه يفعل ذلك بمسحاته ، ولو كان الفاعـل قائدا أمريكيا فإنه يقود أمة ليسوا هم الحبشة ـ وإن كان أصله من إفريقيا السوداء مع أنَّ ليس كل إفريقيا السوداء حبشـة  ـ كمــا أنه لن يهدمها لو أراد ـ وسيقصمه الله لو أراد ـ بمسحــاة !!
إنما ذلك يحدث من ذي السويقتين بالمساحـي لأنه يقـع في آخر الزمان ، حيث تتغير الماديات والوسائل الحياتيـة ، ويعود الناس إلى الماديات البدائية ،
 فكل ذلك يدل على أن حمل الحديث على أوباما تكلف لا مجال له البتة ، وأبعد ما يكون عن سياق الحديث ،
 وينبغي أن يعلم أن منهج آئمة العلماء من أهل السنة أن النصوص النبوية التي تتناول ما يحدث فيما يأتي من الزمان ، أنهم لاينزلونها على أحداث مخصوصة مادامت في دائرة الإحتمال ، بل يروونهــا ، ويشرحون معانيها ، ثـم يدعون هذا التكلف في تنزيل معاني الأحاديث على أحداث الزمان ، الذي هو من قبيل القول بلا علم ، وقد نهينا عنه ،
 هذا هو نهجهم في كلّ مصنفاتهم الحديثية وشروحها عبر قرون الإسلام ، ولم يحدث هذا التكلف في تنزل النصوص على أحداث الزمان بغير علم إلا في الأزمنة المتأخرة ، كما يفعل الجهال في أحاديث السفياني ـ مع أنه لم يصح حديث فيه ـ  والمهدي ، والقحطاني ، وذو السويقتين ، والرايات السـود ..إلخ ، فمثل هذا الصنـيع من البدع المحدثة والله اعلم


الكاتب: زائر
التاريخ: 23/12/2008