السؤال:

بسـم الله الرحمـن الرحيم
و به و بنبـيه عليـه افضـل الصلاة والسـلام نهتـدى و نستـعين
شيخنا الفاضل‚ السـلام عليـكم و رحمـة اللـه و بـركـاته
أرجـو التكرم بالإفادة برأى الدين في:
1- هل علي الأم إعادة الوضوء بعد الإستنجاء لأطفالها ؟ و هل يختلف الأمر حسب نوع الخَرْوجْ أو حسب ما إذا كان الطفل بنتا أو ولد ؟
2- هل للمرأة المسلمة أن تصلى جالسةًعلي المقعد فى حالة وجودها خارج المنزل و حانت الصلاة تجنباًللإنحناء فى أوضاع الصلاة المختلفة أمام الأجانب و هذا نظرا لعدم و جود مكان مخصص للصلاة حينها كوجودها في العمل مثلا ؟ و هل يختلف الأمر إذا كانت الصلاة ممكن إدراكها في المنزل قبل حلول الصلاة التالية لها كصلاة االعصر أو لا يمكن كصلاة الظهر؟
3- سيدة حامل كانت قد إعتادت على أن تصوم يومى الإثنين و الخميس قبل حملها و بعد الحمل تريد أن تجاهد نفسها لتستمر في صيام يومى الإثنين و الخميس أو علي الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع فهل لها في ذلك أجر أم عليها أن تأخذ برخصة الله بالإفطار حيث أن الله يحب ان تؤتى رخصه ؟ بأيهما تنال اجر الله و ثوابه؟
4- ما هو نظام الإسلام من حيث النوم و الإستيقاظ بمعني أنه نظرا لإستحباب قيام الساعة الأخيرة من الليل و ايضاًعدم إستحباب النوم بعد صلاة الفجر فذلك يقتضي الإستيقاظ من حوالي الساعة 2.5 صباحا و المواصلة دون النوم بعد الفجر ثم النوم في و قت العصر غير مستحب فكيف لي أن أوفق بين تلك الأمور ؟
أفيدونا أفادكم الله.

*********************


جواب الشيخ:

أولا : لاينبغي للسائل ان يقول رأي الدين ، لان الدين أحكام شرعية مستمدة من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وليست رأيا ، نعم قد يقول المجتهد برأيه في فهم الدليل أو طريق التوفيق بين المتعارضات ، فذلك رأي ، أما عامة ما يحتاجه العباد في أهم مطالب الدين فهي أحكام أنزلها الله تعالى ،فالواجب أن يقال : ما حكم الشرع في كذا وكذا .
ثانيا : لايجوز للمسلم أن يقول بالله وبنبيه نهتدي ونستعين ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يهتدى بهديه وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم ، ولكن لايسأل العبد الهداية إلا من الله تعالى وحده لايقرن به نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما صح في الحديث القدسي قال الله تعالى ( ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) كما أن الاستعانة لا تكون إلا بالله تعالى وحده كما قال سبحانــــه ( إياك نعبد وإياك نستعين )، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس ( إذا استعنت فاستعن بالله ) والاستعانة بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته وانقطاعه عن الدنيا من الشرك بالله تعالى .
ثالثا : لاينتقض وضوء الام بعملها الاستنجاء لاطفالها لانه لادليل على نقض الوضوء بذلك .
رابعا : الواجب على المرأة أن لاتعمل في مكان تختلط فيه مع الرجال ، بحيث أنها لاتستطيع أن تصلي الفريضة إلا أمامهم ، فعمل المرأة مشروط بان لايكون فيه اختلاط مع الرجال ، ولاتصح الصلاة بلا ركوع وسجود على سبعة مواضع إلا عند عدم القدرة ، والواجب على السائلة أن تأخر الصلاة إلى أن ترجع إلى بيتها إن كانت تدرك الصلاة في وقتها ولو آخره، وإلا فلتدع عملها ، فبئس العمل ذلك الذي يجعلها في وسط كله من الرجال حتى إنها لاتتمكن من أن تصلي وتنحني أمامهم لركوعها وسجودها، فإن كانت مضطرة إلى ذلك العمل ، لاتقدر على إطعام نفسها وولدها إلا به ، فلتجد لها مكاناتتم فيه صلاتها بعيدا عن أعين الرجال حتى تجد لها عملا أخر لايتعارض مع ما افترض الله عليها من الصلاة .
خامسا : لاتصوم الحامل التطوع لان في ذلك إضرارا بولدها ولهذا رخص لها في الفطر في رمضان ، فكيف تصوم للثواب في الوقت الذي تكسب فيه الاثم لاضرارها بولدها ؟!
سادسا : يستحب للمسلم أن يكون مستيقظا وقت السحر ، فيصلى ويدعو ويستغفر ، فإن زاد على ذلك الثلث الاخير من الليل إلى الفجر فهو أفضل ، ويستحب له أن يذكر الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قيد رمح وذلك بمقدار عشر دقائق ، ولاأعلم وقتا يكره في النوم إلا قبل العشاء فقد كان صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبلهاخشية أن تفوت ، ويقول الاطباء أن النوم بعد العصر يورث ضعفا في العقل ، ولم يصح في ذلك حديث فيما أعلم ،ويحرم النوم إذا كان يفوت به ما افترضه الله على المسلم ، مالم يكن بغير عمد ولا تفريط والله اعلم .