السؤال:

شيخنا الفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل هناك أفضلية للعرب على غيرهم :

و ذلك لأن الرسول صلى الله عليه و سلم عربي و القرآن الكريم بلغة العرب و لغة أهل الجنة العربية .

أم أن ذلك لحكمة أرادها الله و لا علاقة لها بالأفضلية .

و هل نعرف هذه الحكمة أو قام أحد العلماء بالبحث فيها ؟

و جزاكم الله خيرا

*********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ــ

الاصل الجامع في هذا الباب هو قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) وقد جعل الله تعالى محمدا عربيا لان ذلك فضله يؤتيه من يشاء ، وقد جعل الله تعالى في بني اسحاق كثيرا من الانبياء ، ثم أراد أن يتم نعمته في ولد اسماعيل بهذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، أفضل الخلق أجمعين .
ــــــــــــــــــ
وأما نزول القرآن بالعربية فلانها أكثر اللغات ثراء في الكلمات ، وأجملها في الاساليب البلاغية ، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم عربيا وجب أن يكون كتابه عربيا ، لان الله تعالى لايبعث نبيا إلاّّ بلسان قومه ، ثم هو آية الاسلام الباقية إلى قيام الساعة فيجب أن تكون في أجمل وأوسع لغة ليتم بذلك ظهور هذه الاية ، وقيامها بالحجة على الخلق .
ـــــــــــــــــــــــ

وكذلك كلام أهل الجنة ، كان في أجمل لغة وهي العربية ، لان الجنةأعلى النعيم ، مع أنه لم يرد نص قاطع في كلام أهل الجنة بأي لغة هو ، ولكن أولى أن تكون بلغة القرآن الكريم ، ويحتمل أن تكون بلغات عدة ، لكل قوم لغتهم وفق ما كان في الدنيا .
ــــــــــــــــ
وقد ذكر العلماء ان العرب يكثر فيهم صلاح واعتدال الاخلاق والاستعدادات الفطرية لقبول الحق في العلم والفضائل في الاعمال ، ولكن هذا لايمنع أن يفوق غير العربي العربي في هذه الصفات ، والعبرة في النهاية بالتقوى ، فلافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وأخوة الايمان تجمع شعوب الارض كلها ، وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم الفخر بالاحساب والطعن في الانساب وجعله من أمر الجاهلية ، لان الاسلام جاء ليجمع الناس على كلمة التوحيد ، وأوثق العرى هي عروة التقوى والله أعلم