ما نصحيتك للذين كلما لم تعجبهم فتوى لعالم قالوا من علماء السلاطين ؟!

 

السؤال:

بماذا تنصح يا شيخ الذين يقعون في اعراض العلماء كلما سمعوا فتوى لا تعجبهم ويتساهلون في اطلاق الاحكام على العلماء بالعمالة للسلاطين الرجاء البيان والتفصيل بارك الله فيكم ونفع بعلمكم

***********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

كفى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم واعظا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد :

عن أبي بكرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع ، إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ) متفق عليه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله ) رواه مسلم

وعن البراء بن عازب قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغر حق ) رواه أبو داود

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية كذا وكذا ، قال بعض الرواه : تعني قصيرة ، فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) روه أبوداود والترمذي .

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام رجل ، فوقع فيه رجل من بعده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم تخلل ! ، قال ومما أتخلل ؟ وما أكلت لحما ! قال : إنك أكلت لحم أخيك ) رواه ابن أبي شيية والطبراني .

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أنه مر على بغل ميت ، فقال لبعض أصحابه ، لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم ) رواه أبو الشيخ بن حيان وغيره موقوفا .

وعن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ، قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فارتفعت ريح منتنة ، فقال صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين ) رواه أحمد وابن أبي الدنيا .

وعن يعلى بن سيابة رضي الله عنه أنه عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يعذب صاحبه ، فقال : ( إن هذا كان يأكل لحوم الناس ) ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره ، وقال : لعله يخفف عنه مادامت رطبة ) رواه أحمد والطبراني .

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال في مؤمن ماليس فيه ، أسكنه الله ردغة الخبال ، حتى يخرج مما قال ) رواه أبو داود والحاكم .
وردغة الخبال : عصارة أهل النار.

وقال شارح الطحاوية رحمه الله :

(( قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين قوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .

فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن .

خصوصا الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر.

وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد علماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم فإنهم خلفاء الرسول من أمته والمحيون لما مات من سنته فبهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا .

وكلهم متفقون اتفاقا يقينا على وجوب اتباع الرسول ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافة فلا بد له في تركه من عذر .

وجماع الاعذار ثلاثة أصناف أحدها عدم اعتقاده أن النبي قاله والثاني عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول والثالث اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ .

فلهم الفضل علينا والمنة بالسبق وتبليغ ما أرسل به الرسول الينا وإيضاح ما كان منه يخفى علينا فرضي الله عنهم وأرضاهم .

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) )) انتهى .

والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006