سؤال عن مصطلحات شرعية؟

 

السؤال:

بسم الله

شيخنا الكريم
السلام عليكم و رحمة الله

الإسلام فرّق بين:
الأولياء – الصديقون – الصالحون..

فما الفرق بينهم؟ و هل نستيطع الحكم على المعين بأنه ولي ؟؟

ابنكم المحب لكم في الله
محمد القاسم

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد :

هذه الأسماء العامة تدل على معان واحدة أو متقاربة .

فالأولياء صالحون ، والصالحون أولياء الله .

والصديقون أولياء وصالحون .

فكل صالح وكل صديق ولي لله تعالى .

ولكن الصلاح درجات ، وأعلى درجاته درجة الصديقية .

وكل مؤمن ولي لله تعالى ، قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) .

ولكن ولاية الله تعالى  عامة ، وخاصة .

فالعامة لكـل مؤمــن ، فلكل مؤمن من ولاية الله تعالى نصيب على قدر إيمانه .

أما الولاية الخاصة ، فهي المقصودة بحديث : (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و إن سألني لأعطينه، و لئن استعاذني لأعيذنه، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت و أنا أكره مساءته ) وقد خرجه البخاري .

والولاية الخاصة هي أن يحب الله تعالى عبداً حبـّاًً خاصّــا ، ويدنيه منه حتى ينال قربــا خاصا  أكثر من غيره من المؤمنين ،  لأنه تقرب إلى الله تعالى بالنوافــل بعد الفرائض ، في عبادات الباطن و الظاهر ، أكثــر من غيــره ، حتى بلغ مرتبه عند الله تعالى استحق بها هذه الولاية الخاصة ، ثم هؤلاء الأولياء أيضا درجات ، كل يرتفع ويقرب من الله على قدر ما يبلغ من درجات العبودية في باطنه وظاهره ، في قلبه ، ولسانه ، وجوارحه .

ولكن لايمكننا أن نقول عن أحد أنه ولي الله تعالى على سبيل الجــزم ، فإن ظهرت منه صفات الولاية ،  مع التواضع التام لله تعالى وهضم النفس ، وترك العجب والرياء ، حتى إنه لايدّعي الولاية بل يرى نفسـه مقصـّـرا ، ورأينا منه الصلاح في ظاهره ، وما يستدل به على باطنه ، في حضره ، وسفره ،  وغناه ، وفقره ، وسكونــه ،  وغضبه ، فإننا حينئذ نقول نحسبه وليا لله تعالى ، لأننا ـ أولا ـ لانعلم على وجه اليقين ما في القلوب  ، وثانيا :  لانعلم إلى أي شــيء سيصيــر حاله ، فالعبد قد يعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثـمّ يعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وهذا إن حدث للعبد ـ نعوذ برضا ربنا من سخطه ـ فإنما يحدث بسبب دغل في قلبه لم يزل في الطــريق ، وإلا فإنه كما قال بعض السلف : إنما رجع من رجع من الطريق أما من وصل إلى الله وذاق حلاوة تلك الحضــرة  لايــرجع أبــدا والله أعلم





الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006