سؤال عن مصطلحات شرعية؟ |
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد :
هذه الأسماء العامة تدل على معان واحدة أو متقاربة .
فالأولياء صالحون ، والصالحون أولياء الله .
والصديقون أولياء وصالحون .
فكل صالح وكل صديق ولي لله تعالى .
ولكن الصلاح درجات ، وأعلى درجاته درجة الصديقية .
وكل مؤمن ولي لله تعالى ، قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) .
ولكن ولاية الله تعالى عامة ، وخاصة .
فالعامة لكـل مؤمــن ، فلكل مؤمن من ولاية الله تعالى نصيب على قدر إيمانه .
أما الولاية الخاصة ، فهي المقصودة بحديث : (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و إن سألني لأعطينه، و لئن استعاذني لأعيذنه، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت و أنا أكره مساءته ) وقد خرجه البخاري .
والولاية الخاصة هي أن يحب الله تعالى عبداً حبـّاًً خاصّــا ، ويدنيه منه حتى ينال قربــا خاصا أكثر من غيره من المؤمنين ، لأنه تقرب إلى الله تعالى بالنوافــل بعد الفرائض ، في عبادات الباطن و الظاهر ، أكثــر من غيــره ، حتى بلغ مرتبه عند الله تعالى استحق بها هذه الولاية الخاصة ، ثم هؤلاء الأولياء أيضا درجات ، كل يرتفع ويقرب من الله على قدر ما يبلغ من درجات العبودية في باطنه وظاهره ، في قلبه ، ولسانه ، وجوارحه .
ولكن لايمكننا أن نقول عن أحد أنه ولي الله تعالى على سبيل الجــزم ، فإن ظهرت منه صفات الولاية ، مع التواضع التام لله تعالى وهضم النفس ، وترك العجب والرياء ، حتى إنه لايدّعي الولاية بل يرى نفسـه مقصـّـرا ، ورأينا منه الصلاح في ظاهره ، وما يستدل به على باطنه ، في حضره ، وسفره ، وغناه ، وفقره ، وسكونــه ، وغضبه ، فإننا حينئذ نقول نحسبه وليا لله تعالى ، لأننا ـ أولا ـ لانعلم على وجه اليقين ما في القلوب ، وثانيا : لانعلم إلى أي شــيء سيصيــر حاله ، فالعبد قد يعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثـمّ يعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وهذا إن حدث للعبد ـ نعوذ برضا ربنا من سخطه ـ فإنما يحدث بسبب دغل في قلبه لم يزل في الطــريق ، وإلا فإنه كما قال بعض السلف : إنما رجع من رجع من الطريق أما من وصل إلى الله وذاق حلاوة تلك الحضــرة لايــرجع أبــدا والله أعلم