السؤال:

السلام علكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ / حامد حفظه الله ورعاه
تحية طيبة وبعد
فإني أحبكم في الله وأسأل الله أن يجمعنا جميعا في جنانه امين فلدي - بعد اذن فضيلتكم- بعض الأسئلةالمتعلقة في مواضيع الألعاب الرياضية وبالأخص القتالية منها ( كالكراتيه والجودو..) والتي أسأل الله أن يجعل الإجابة بين ايديكم وهي:
- حكم الإنحناء للمخلوق بقصد التحية ولو كانت نيته عدم الخضوع أوالتعظيم
- حكم الرطانة بالأعجمية من غير حاجة والتبرير بأنها من قوانين اللعبة وهل تدخل في باب التشبه بالكفار ارجو البسط في ذلك
الضرب على الوجه بقصد التدريب اذا كان على وجه لا يحدث اصابة بالغة وعاهة للمضروب - وان وردت اصابة او رضة خفيفة - وذلك بأن الضرب عليه يساعد في كسب اللاعب قوة احتمال للضربات وهذا مجرب، وهل قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تضرب الوجه ) يشمل النوعين (( الاصابة البالغة والخفيفة)1
- الضرب على سائر الجسد بقصد التدريب والتقوية على وجه لا يحدث فيه ضررا بالغا وان وردت فيه بعض الإصابات الخفيفة التي لا أثر لها مستقبلا بإذن الله والتي هي من لوازم التدريب
- حكم اللباس التقليدي للعبة الكراتيه والذي هو من صنع اليابانيين ويعتبر عندهم شعارا ورمزا لهم وهل هذا اللباس غير جائز؟ واذا كان غير جائز فماالعمل ان كان من قوانين البطولات المقامة لها اشتراط لبسه؟
- دخول البطولات التي تقوم على الضرب المبرح ويبرر البعض بأن فيه فائدة للداخل من حيث اكتسابه قوة احتمال من جرائها فهل الضرب المبرح في الأصل جائز اذا كان بهذه الحجة وهي تقوية الجسد؟
فيا شيخنا قد رأينا من اخوانناالمدربين الذين نحسبهم مستقيمين والله حسيبهم من يجوز دخول مثل هذه البطولات المذكورة بقصد تقوية اللاعب ولا ينكر التحدث بلغة الكفار في ساعات التدريب فهل يسوغ هذا الصنيع ام لا ؟ ارجو من فضيلتكم الفصل في هذا الموضوع بالأدلة الشرعية وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله

********************

جواب الشيخ:

الاخ الكريم عبدالله وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : أحبكم الله الذي أحببتنا من أجله
الجواب على سؤالك :
لا يحرم لبس ملابس الألعاب القتالية ( الكاراتيه ) حتى لو كان اصلها من الكفار ، لأنها لا ترمز لشعار ديني ، وليست مخصوصة بالكفار ، فهي لا ترمز إلى طائفة من الكفار ، بقدر ما ترمز إلى اللعبة ، وكذلك الرطانة بلغتهم الأولى تركه ، ولكن لا يحرم لانه لم يرد دليل يحرمه ، وليس من التشبه ، لان اقترانه إنما هو باللعبة وليس بعقيدة كافرة أو دين غير الإسلام ، واللعبة عامة يلعبها المسلمون والكفار على حد سواء ، مثل سائر الأمور العصرية التي اشترك فيها الناس مسلمهم وكافرهم ، مثل الأنظمة الإدارية ، والنظم التي تسهل معايش الناس في السفر والتنقل والاتصالات والمساكن وتنظيم المؤسسات والتجارة وغيرها كثير لايحصيه محص ولايعده عاد ، ولابد لكل دولة أو هيئة أو جمعية أو الأفراد العاديين من الأخذ بتلك النظم ، وأكثرها اخترعه الكفار ، ولكن يشترك فيها الناس كلهم ، وليست شعارا لملة كافرة أو طائفة مخصوصة من الكفار ، فلا يدخل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وإلا لكانت حياتنا أكثرها تشبها بالكفار ، في بيوتنا وشوارعنا وأعمالنا ودولنا وجيوشنا ... إلخ ، ومن قال إن كل ذلك تشبها بالكفار فهذا خطأ محض لا يقوله من يعقل ما يقول ، وإنما دلت الأدلة على أن التشبه المحرم بالكفار هو التشبه فيما كان خاصا بهم ، شعارا لدينهم ، بحيث من فعله علم أن بينه وبين أولئك الكفار توافقا اقتضى أن يشابههم في هذا الشعار ، كأن يلبس لباس الرهبان أو يقص شعره على هيئة لا يفعلها إلا طائفة مخصوصة منهم ونحو ذلك .
أما الانحناء فلا يجوز في لعبة الكاراتيه لانه ركوع لغير الله تعالى وهو عبادة لاتجوز إلا لله تعالى ، ويجب أن يتجنبه المسلم لانه يخالف دينه ، أما الضرب على الوجه فإن كان لا يقصد به إحداث الضرر و لا يؤدي إلى ضرر دائم ، وإنما القصد منه التدريب على قوة التحمل فلابأس به ، لان النهي إنما ورد عن الضرب على الوجه بقصد الإهانة والعقوبة ، وكذلك الحكم في سائر البدن .
وأما الرياضات التي تؤدي إلى الضرر البدني المتعمد وهو معيار الفوز فيها ، فلاتجوز شرعا ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لاضرر ولا ضرار ) رواه أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما والله أعلم .