حكم من سب الدين ؟

 

السؤال:

وارجو تأصيل علمي وجزاكم الله خيرا
وسؤال كتالي
شخص يصلي ويصوم ويتصدق ويساعد فقراء وهو رجل كبير في السن عندما ابنه ينهي عن منكر وقع في البيت اخذ هذا الابن يوميا ينصحه وويصارخ هذا الابن ثم اتا هذا الاب يسب الدين ورسول الله وعندما انتهى من غضب هذا الاب ينكر انه سب رسول الله والدين واستغفر وتاب وندم علما كان هذا الاب يسب كثيرا في علماء ويطلق عليهم علماء سلطة
وهل هذا رجل له توبة ونحن نعلم شاتم رسول الله يقتل ولكن نحن في بلد لا يطبق الشريعة وسب حصل بين الاب والابن فقط وهل له امل في توبة او انتهى امره؟ وجزاكم الله خيرا

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سب الدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم كفر ورده ، ولايقبل من الانسان أن يقول كنت غاضبا ، لانه لن يسب أمه أو أباه وهو غاضب ، فكيف يسب الله ورسوله ودينه ، وقد قال تعالى ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ، لاتعتذورا قد كفرتم بعد إيمانكم ) فإن كان المستهزيء الذي لايقصد إلا المزاح إذا استهزأ بالدين يكفر ِ، فكيف بمن يسب الدين ، وقال تعالى ( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) فإذا كان الله تعالى حرم سب الالهة لئلا يفضي ذلك إلى حمل من يعبدها على سب الله تعالى ، فكيف بمن يسب الله تعالى والعياذ بالله .
غير أنه لايوجد شيء يقال عنه انتهى أمره بالنسبة للذنوب ، كل ذنب يغفره الله تعالى بالتوبة ، حتى الشرك ،ألا ترين أن الذين قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين وكانوا حريصين على موته وانتهاء دينه ، وكانوا يسبونه ، تابوا وصاروا بعد ذلك من خيار الصحابة رضي الله عنهم ، فالواجب أن يتوب المتجريء على الله ، من سب الدين ، ولايعود إلى هذا الفعل مرة أخرى ، فإن صدق وتاب صح إسلامه وقبل الله توبته ، وكفر الله ذنوبه ، وعليه التوبة من سب العلماء أيضا فإن ذلك من أعظم الاثم وأكبر الكبائر ، وليحذر من خطر اللسأن ، فقد قال صلى الله عليه سلم ، إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا ، وعلى الولد أن لايستفز الوالد وينصحه بطريقه مباشرة توجب غضبه ، حتى لايوقعه في المحرم ، بل يأتيه بالرفق في الاوقات التي يراه فيها هاديء البال ، وعلى استعداد أن يتقبل النصيحة ، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه والله اعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006