اشرح لنا ما رواء الحرب المرتقبة على العراق؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر القائمين على هذه الصفحه وجزاهم الله كل خير لما يبذلوه من جهد واشكر الشيخ حامد علي واسال الله ان يجعلها في ميزان حسناته ....
سؤالي للشيخ هو
نحن مقبلون على حرب مع العراق لايعلم نتائجها الاهو سبحانه واريد ان اعرف ما حكم من يدافع عن وطنه ويقتل هل هو شهيد ام هناك شبهات ...
علما بانني مدني وليس عسكري ؟
وشكرا

*********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

يجب أن يفهم المسلم ما وراء الاحداث ، وما يحاك ضد هذه الامة من مؤمرات ، وطبيعة النظام السياسي العالمي ، وآثار ذلك على المسلمين .

وإذا صحح هذه المفاهيم ، استطاع أن ينظر بنور البصيرة إلى كل ما يراه ويسمع به من الاحداث العالمية والاقليمية .

وسأحاول توضيح الصورة الكبيرة ، بلغة سهلة .

منطقتنا بأسرها خاضعة لمسرح صراع دولي ، بدأ منذ أوائل القرن الماضي ، على إثره تمكنت الدول الغربية من احتلال دولنا وفق اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة ، وصارت حدودنا السياسية هي أثر من آثار ذلك الصراع .

بعد ذلك دخل العالم في صراع بين قطبين الاتحاد السوفيتي من جهة والغرب يقوده أمريكا من جهة ، وساحة الصراع أيضا كانت منطقتنا واستمر ذلك مدة من الزمان حتى سقط الاتحاد السوفيتي .

عاد الغرب إلى حلمه القديم ببسط نفوذه على العالم كله ، والسيطرة على أسواقه وثرواته ، والهيمنة السياسية عليه ـ بما في ذلك منطقتنا ـ وطمع أيضا في الهيمنة الثقافية بمعنى تغيير الفكر والعقيدة إلى الفكر الغربي والعقيدة الغربية .

وهذه الحرب التي قررت أمريكا الهجوم بها على العراق ، هي حرب في ضمن المخطط العام للهيمنة والسيطرة على المنطقة .

وأكبر خطر فيها أنها حرب يهودية ، أهدافها تصب كلها في صالح اليهود ، والتحالف الامريكي اليهودي ، يجعل الخطط والحروب الامريكية كلها ، ماهي سوى خطط يهودية ، ذلك أن اليهود هم الذين يحركون البيت الابيض ، فلا فرق بين الكنيست والبيت الابيض ، هما وجهان لعملة واحدة .

ولايستبعد أن يكون ثمة مخطط لسايكس بيكو جديدة ، لتقسيم سياسي جديد ، لكل المنطقة في الخليج وإيران والعراق والاردن وسوريا .

والسبب أن الغرب متخوف من التحولات الكبيرة في العالم الاسلامي الذي بدأ يتجه نحو نبرة التحدي ، وهم يقولون ـ أي المخططون الاستراتيجيون في الغرب ـ أن سلاح النفط في عام 73 ، والانتصار على السوفيت في أفغانستان ، وتماسك العراق بعد حرب الخليج ـ مع أن الامريكيين هم الذين أبقوا على صدام بعد حرب الخليج ليحقق اهدافهم ـ لكنهم يقولون إن بقاءه أثمر روح التحدي في المسلمين ، والانتفاضة التي كسرت الكبرياء الصهيوني ، وأحداث 11/9 ، وعدم قدرة الامريكيين على القضاء على القاعدة وابن لادن ، كل هذه الاحداث أثمرت تصاعد روح التحدي في العالم الاسلامي .

وعليه فيجب أن تكسر هذه الروح ، وتقتل في مهدها ، ونعيد تنظيم حملة عسكرية كبيرة ، يكون على إثرها تقسيم جديد للعالم الاسلامي ، يعيد الهيمنة عليه ، وينظمه من جديد ليقضي على كل أمل فيه لاعادة النهوض .

ثم إن الانهيارات الاقتصادية الكبيرة التي مرت بها أمريكا بعد أحداث 11/9 ، عجلت بطمع الامريكيين في بترول العراق ، الذي سيحاولون به إسناد الاقتصاد الامريكي المتهاوي .

هذه هي الصورة الكبيرة ، ونحن نقول الواجب أن تمنع هذه الحرب ، ولايجوز لاحد أن يشارك فيها
ولكن هذا لايمنع أن المسلم يدافع عن دينه أو دمه أو عرضه أو ماله إن أراد أحد أن يستولي عليه ، وهذا حكم عام في كل زمان ومكان ، وإنما نتكلم نحن عن المشاركة في الحرب بصورة عامة .

هذا والمتوقع أن هذه الحرب لن تقع كما يخطط الامريكيون ، بل ستأتي بنتائج وراء التوقعات ، وستصاب بعدها أمريكا بنكسة كبيرة تؤدي إلى انهيارها ، وبالتالي سينتج من ذلك تغيرات سياسية هائلة في العالم ، وسيتغير التاريخ والله المستعان .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006