فضيلة الشيخ ما الدليل على أن القيادة أو الأشخاص المهمين في الجهاد لاتشارك في المعارك مباشرة إذا كان قتلهم يؤدي إلى خسارة كبيرة لاتعوض ؟

 

 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فيشرع في الجهاد أن تحرز القيادة من العدو ، ولو بإبعادها عن مواقع الإستهداف في المعركة ، وهو من أسباب النصر المأمور بإتخاذها ، لأنَّ استبقاء القيادة ،  تفويت لهدف العدو من إلحاق الهزيمة بالجيش .
 
ومما يدل على ذلك من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في غزوة بدر : ( فحميَ القوم ، ونشبت الحرب ، وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ، ثم رجع إلى العريش ، هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلــم ) أ.هـ
 
وكان الذي أشار بذلك سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فقد أشار  أن يُبْنَي للرسول صلى الله عليه وسلم عريشا وراء صفوف المسلمين، فإنَّ أعزهم الله كان ما أحبّوا، وإلاَّ جلس على ركائبه ، ولحق بمن في المدينة، فقد تخلف عنه أقوام ما هم بأشد له حبَّا منهم، ولو ظنُّوا أنه يلقى حربا لما تخلفوا عنه، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر أن يبنى له العريش ، كما في سيرة ابن اسحاق وغيره .
،
وقد أبى الصحابة رضي الله عنهم على عمر رضي الله عنه أن يخرج إلى الفرس بنفسه قائداً للجيش ، وأن يبعث غيره ، فبعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وذلك حفاظا على قيادة الأمة ، واستكمالا لشروط بقاء قوتها ، واستعلاء شوكتها ، كما هو مشهور في كتب السـير.
 
والله أعلم

الكاتب: زائر
التاريخ: 26/02/2009