السؤال:

لسلام عليكم ورحمه الله وبركاته


فضيلة الشيخ

أحب ان اعرف ما حكم الشرع في ان يسمي الوالد الذي اعتنق الاسلام والحمد لله ولده الجديد على اسم والده الغير مسلم مع العلم ان اسم والده هو اسم احدى الانبياء يحيى اسحاق john issac

وهل تسميته على اسم والده الميت يتعارض مع ما جاء به سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما قال لوالده اني بريئ مما تدعونني اليه

وجزاكم الله خيرا

************************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : ـ

لايتعارض ، ويجوز له أن يسمي ابنه على اسم والده ، حتى لو كان اسم والده من غير أسماء الأنبياء فكيف إذا كان اسمه يحيى اسحاق ، عليهما وعلى نبينـــا الصلاة والسلام .

ذلك أن الله لم يحرم عليه محبته لنسبه ، وما في قلبه من شفقة فطرية ، ولايوجب عليه أن يتبرأ من أسماء أباءه مادامت مباحة .

وقد كان قلب ابراهيم عليه السلام فيه هذه الشفقة والشعور الفطري تجاه والده ، لكن الله تعالى حرم عليه موالاته ، والإستغفار له ، وأمره أن يتبرأ من عقيدة أبيه ، وأن يظهـر العداوة لدينه ، ولعقيدته الباطلة ، وأن يجـأهــر بذلك ، كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب ، كان يجاهر بعداوة العقيدة التي يعتقدها ، وكان يعرف له حقه إذ كان عمه ، وعم الرجل صنو أبيه ، وكان حريصا على هدايته لما في قلبه من الشفقة الفطرية له ، حتى إنه دعا له أن يخفف الله عنه عذاب النار ، فاستجاب الله له والله أعلـــــم

والآية التي ذكرت تبرؤ ابراهيم عليه السلام من دعوت أبيه وقومه هي قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) .

قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء ووالد من بعث بعده من الأنبياء الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان .