أسئلة في العقيدة

 

السؤال:

الشيخ حامد حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000000

س1 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لما خلق الله الخلق وقضى القضية أخذ أهل اليمين بيمينه وأهل الشمال بشماله إلخ00000
(((قال يا أصحاب الشمال قالوا لبيك وسعديك قال الست بربكم ؟قلوا بلى ثم خلط بينهم فقال قائل له يارب لم خلطت بينهم ؟ قال لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون )))). ( ما معنى هذه الجملة الأخيرة ؟ )

س2 :ما معنى قول النيى صلى اله عليه وسلم إذا خلق الله العبد للجنه استعمله لعمل أهل الجنه حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنه فيدخل الجنه إلخ0000

هل معنى هذا إن الله خلق ناس للجنه فيستعملهم لعمل أهل الجنه وخلق ناس للنار فيستعملهم للنار أم للحديث معنى آخر وهو علم الله السابق من سيدخل الجنه ومن سيدخل النار
أرجو توضيح ذلك ؟

س3 : شروط لا اله إلا الله سبعة منها اليقين المنافي للشك هل معنى ذلك عدم الشك بكل ما قاله الله تعالى من الأحكام والأوامر والنواهي أم بمعنى الكلمة نفسها ؟ أرجو توضيح ذلك 00

س4: متى نقول أدعية المساء هل بعد صلاة العصر مباشرة أو بين صلاة العصر والمغرب أو قبل المغرب بقليل أو بعد صلاة المغرب ؟

******************

جواب الشيخ:


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وبعد
أما الحديث الذي ورده فيه قوله تعالى ( ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ) فقد قال ابن كثير :
وَلَهُمْ أَعْمَال مِنْ دُون ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ " قَالَ الْحَكَم بْن أَبَان عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَلَهُمْ أَعْمَال " أَيْ سَيِّئَة مِنْ دُون ذَلِكَ يَعْنِي الشِّرْك " هُمْ لَهَا عَامِلُونَ" قَالَ لَا بُدّ أَنْ يَعْمَلُوهَا كَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ آخَرُونَ " وَلَهُمْ أَعْمَال مِنْ دُون ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ " أَيْ قَدْ كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ أَعْمَال سَيِّئَة لَا بُدّ أَنْ يَعْمَلُوهَا قَبْل مَوْتهمْ لَا مَحَالَة لِتَحِقّ عَلَيْهِمْ كَلِمَة الْعَذَاب وَرُوِيَ نَحْو هَذَا عَنْ مُقَاتِل بْن حَيَّان وَالسُّدِّيّ وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم وَهُوَ ظَاهِر قَوِيّ حَسَن وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود " فَوَاَلَّذِي لَا إِلَه غَيْره إِنَّ الرَّجُل لَيَعْمَل بِعَمَلِ أَهْل الْجَنَّة حَتَّى مَا يَكُون بَيْنه وَبَيْنهَا إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبِق عَلَيْهِ الْكِتَاب فَيَعْمَل بِعَمَلِ أَهْل النَّار فَيَدْخُلهَا انتهى ما قاله ابن كثير
ومعنى الحديث أن الله لن يدخل أهل النار النار إلا بعد أن يعيدهم كما كانوا ويخلطهم بين الناس ويبعثهم في الدنيا ، ليعملوا أعمالهم التي توجب دخولهنم النار بمحض إرادتهم حتى لايكون لهم حجة يوم القيامة ، ذلك أن الله تعالى لايعذب أحدا إلا بعمله بعد إرسال الرسول ، ولايعذبهم بعلمه السابق لما كانوا عاملين ، لانه لا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى ولهذا كما صح في الحديث .
ـــــــــــــ
وكل ماورد في شأن تيسر العمل الصالح لاهل الصلاح والعمل السيء لاهل الفجور هو من باب جزاء الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة فالمؤمن يعمل الحسنات فيجازى بالتيسير للعمل الصالح والعكس ، وذلك مع سبق العلم الالهي ، ولايجبر الله تعالى العبد على فعل الحسنة والسيئة بل هذه عقيدة الجبرية أما اهل السنة والجماعة فيقولون العبد توجد أفعاله بإرادته وقدرته ولهما أثر في حدوث الفعل ولكن الله تعالى خالق العبد وأفعاله
ـــــــــــــــــ
والمقصود اليقين بكلمة لاإله إلا الله نفسها ، ولكن إذا علم الانسان أن شيئا جاء به الرسول فشك في صدقه فهو شاك في لا إله إلا الله أيضا ، أما إن كان مصدر الشك عدم التأكد من الحكم الشرعي لان المعنى غير واضح لديه لتعدد المعاني التي يدل عليها النص أو تعارضه مع نص آخر ، أو الحديث مختلف في ثوبته ، أو لان العلماء اختلفوا في الدليل أو المدلول ، فشك الانسان في الحكم بسبب ذلك ، هل هو من حكم الله تعالى ، أم لا ، فهذا لايعارض اليقين الذي يشترط لكلمة لا إله إلا الله ، إنما يعارضه أن يعلم مجيء الرسول بالحكم ولكن يشك في صوابه فهذا كافر شاك في كلمة التوحيد نفسها والعياذ بالله .
ــــــــــــــ
وأدعية المساء تبدأ من دخول وقت العصر فإن نسى الذاكر تلاوتها في أول وقتها فلاحرج أن يتلوها بعد ذلك مادام لم يصبح ، إلا ما كان منها يتلى عند أول المساء ، مثل قول الذاكر أمسينا وأمسى الملك لله .. الحديث والله اعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006