كيف تردون على شبهة هذا النصراني ؟

 

السؤال:

ثمة نصراني يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ قصة المعراج من تراث الفرس حيث يوجد قصة شبيهة بذلك ، ذكر فيها أن شخصا فيهم صعد إلى السماء ، ثم عاد يخبر عن مشاهداته عن الجنة وما فيها من النعيم والحور العين والولدان ، وعن النار . كما زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يتلقى من سلمان الفارسي كثيرا من الامور التي تحدث عنها القرآن فما ردكم عليه ؟

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وبعد :

أما الرد على زعم هذا الافاك أن محمدا صلى الله عليه وسلم أخذ قصة المعراج من قصة فارسية خرافية ، فهو أن هذا المفتري جاهل بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ حياته ، ذلك حادثة الاسراء والمعراج وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم في أواخر العهد المكي ، أي بعدما أخبر الناس بما نزل عليه من القرآن قبل هذه الحادثة ، بكل الغيب الذي أوحى الله به إليه من الجنة والنار وغيرهما من أمور الغيب ، ولم يخبر عما رآه في تلك الليلة إلا بشيء يسير جدا بالنسبة لما كان أخبر به قبلها
فكيف يقال إنه ادعى أنه عرج به إلى السماء ثم أخبر الناس بما رآه هناك ليصدقوه ، والحال أنه كان يخبرهم لاكثر من عشر سنين قبل هذه الحادثة بالايمان بالغيب من الجنة وما فيها من النعيم والنار وما فيها من العذاب ، دون أن يحتاج إلى أن يقول إنه عرج به إلى السماء ، بل كان يقول إن وحي السماء نزل عليه ، وكان ذلك يكفيه ، إذ كان قبل ذلك مصدقا في قومه ، لم يجربوا عليه الكذب قط ، وعضد ما يقوله بالمعجزات الدالة على صدق نبوته ولهذا كثر المؤمنون به ، وثبتوا على إيمانهم وجاهدوا في سبيل نصر دينه
---------------------
، وثانيا إنه صلى الله عليه وسلم إنما أخبر المكذبين له بالدليل القاطع على صدقه في أنه أسري به إلى المسجد الاقصى ، وذلك عندما وصف المسجد الاقصى ، فعلم من كان قد زاره من الكفار أنه يخبر عن وصف مطابق للواقع ، مع أنهم علموا أنه صلى الله عليه وسلم لم يسافر قط إلى المسجد الاقصى ، ذلك أن مسافة السفر إليه تقطع في شهر ، وما كان ليخفى مثل هذا السفر في ذلك الزمان ،ولهذا كفوا عن إدعاء كذبه بعد ذلك وبهذا يعلم أن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ قصة المعراج من خرافات الفرس ، ليس سوى خرافة في حد ذاته
------------------------
ومن جهل هذا المفتري بتاريخ حياة النبي صلى الله عليه وسلم زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى من سلمان الفارسي ، ومعلوم أن سلمان رضي الله عنه أسلم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وكان أكثر القرآن لاسيما العقائد والخبر عن الجنة والنار والغيوب إنما نزل في العهد المكي ، ولهذا فلا عجب من جاهل يفضح نفسه بجهله
-------------------------
ومحاولة هذا المفتري أن يرجع وحي الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم إلى التراث الفارسي محاولة يائسة ومفضوحة ، ذلك أن مكة التي في الحجاز وهي البلدة التي نشأ فيها النبي صلى الله عليه وسلم كانت أبعد ما تكون عن تأثير الفرس ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم أميا من الذين لايكتبون ولايقرأون الخط المكتوب وكان أكثر العرب كذلك ، وكان في كنف عمه أبي طالب سيد أهل مكة ، ولم يكن معروفا في ذلك الوقت ، أنه سافر إلى فارس ولا تلقى من خرافاتها شيئا ، ولهذا فحتى كفار قريش لم يمكنهم أن يعولوا على هذه التهمة السخيفة والله أعلم


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006