الرد على مقاله تنفي صفات الله تعالى وتطعن في معاوية رضي الله عنه ؟

 

السؤال:

السلام عليكم..
شيخ حامد .. وجدت مقال كتبه المدعو .....
بعنوان "حزن في طرقات الكوفة " و جاء في آخره عبارة مخالفة لعقيدتنا .. و للأسف هناك من أهل السنة عندنا من يقول بأتها صحيحة و لا شيئ فيها!
و السبب أنه عندما طالبنا بازالة هذه المقاله من المنتدى قالوا لا شيئ فيها و استدلوا بالجهلة الذين سألوهم !

فأود أن تقرأها و تحكم عليها... لنعرف الحق و نصحح من أخطأ..

"وقدم الامام تصويرا رائعا ودقيقا لصفات الله سبحانه، حيث صار كلامه معيارا للبحوث الفلسفية المتعمقة، حيث قال «وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فقد اشار اليه، ومن اشار اليه فقد حده، ومن حده فقد عدّه.. كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بالمقارنة، وغير كل شيء لا بالمزايلة»"

هل قوله نفي الصفات عنه جائز؟!؟
أم أننا نثبت أسماء اللله و صفاته من غير تشبيه و لا تأويل و لا تعطيل؟
فنثبت ما أثبته الله و ننفي عنه ما نفاه الله سبحانه و تعالى؟

2.و أيضاً جاء فيها "كانت الأوضاع السياسية وتعنت معاوية بن ابي سفيان، الذي أصر على محاربة خليفة المسلمين "
فهل يجوز وصف معاوية رضي الله عنه بالتعنت؟أم أنها تنقص و اهانة؟
و ما الدليل لأنهم لا يقتنعون!؟

******************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام
هذا القول الذي نسبه القائل بغير علم إلى الصحابي الجليل علي رضي الله عنه كذب عليه ، وهو مع ذلك عقيدة منحرفة ، لايقولها إلا جاهل ، وهي عقيدة مأخوذة من مذهب المعتزلة الباطل ، الذي أصله من فلسفة الملحدين الاوائل.ـ

والمعتزلة تنفي صفات الله تعالى عنه معتقدين بزعمهم الباطل أن نفي الصفات من صميم التوحيد ، ومعلوم أن نفي صفات الله تعالى عنه كفر وشرك ، وأنه إلحاد في أسماءه التي تدل على صفاته العلية ، قال تعالى ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذي يلحدون في أسماءه سيجزون ما كانوا يعملون ) ـ

وقد امتلأ القرآن العظيم من صفات الله تعالى العلي الجليل ، وامتدح الله تعالى نفسه بصفاته في محكم التنزيل ، كما قال تعالى ( وربك الغني ذو الرحمة ) وقال سبحانه ( أنزله بعلمه ) وقال سبحانه ( وهو السميع البصير ) وقال سبحانــــه ( وهو العليم الخبير ) ، وقال ( عزيز ذو انتقام ) وقال ( الخلاق العليم ) وقال ( ذو القوة المتين) ، وغير ذلك من الايات الكريمات ) ، وأثنى سبحانه على نفسه بها ، وأثنى بها نبيه صلى الله عليه وسلم على ربه ، ومضى على ذلك صحابته ، حتى نبتت نابتة المعتزلة عن الحق ، فألحدت في دين الله تعالى ، وابتدعت نفي صفات الله تعالى بدعوى أنها تجزئة وتركيب ، وهذا منهم جهل وتخبط ، ذلك أن صفات الذات ليست اشياء منفصلة ركبها مركب مع الذات ، بل الذات لاتتصور أصلا بلا صفات في واقع الامر ، ولكن الذهن يفهم لكل صفة معنى منفصلا ، ويفهم قيامها بالذات ، أما في الوجود والواقع فالذات هي الموصوفة بالصفات ، ليس فيها تركيب محذور عقلا وشرعا ، وإنما فرض ذلك الفلاسفة بأذهانهم المريضة التائهة ، وتأثر بهم المعتزلة ، فنفوا عن الله تعالى صفاته ، ثم أصبحت الرافضة كلها معتزلة فجمعوا مع شرك العبادة بعبادة الائمة والصالحين والتوجه إليهم بأنواع القربات ، شرك الصفات فنفوا عن الله تعالى اتصافه بالصفات العلية ، بفلسفة هي حصيلة زبالات أذهان قوم لم يتنوّروا بنور الوحي ، ولم يهتدوا بهدى النبوة كما أن فيهم شرك الربوبية باعتقادهم قدرة الائمة على الخلق الرزق والاحياء والاماتة وعلم الغيب ، إضافة إلى الغلّ على خير الناس بعد النبيين صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ، والطعن على أمهات المؤمنين ، والقول بتحريف القرآن ونحو ذلك من الضلالات والظلمات
والله المستعان
---------------------
كما أن وصف معاوية ضي الله عنه بالتعنت إهانة لصحابي جليل توجب تعزير القائل ، ومعاوية رضي الله عنه اختلف مع علي رضي الله عنه في زمن فتنة ، لم تجمع فيه الامّة على إمام ، وإن كان علي رضي الله عنه أحق بها وأهلها ، وهو الخليفة الراشد البار المهدي الوجيه عند الله والمؤمنين ، ولكن حصل في زمنه رضي الله عنه هذه الفتنة التي جرت بين المسلمين ، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الطائفتين مسلمين ، وجاءت أحاديث كثيرة تخبر عن الفتنة التي وقعت ، منها ما قاله صلى الله عليه وسلم عن الحسن ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين ) ، وفي الحديث الذي يقول عن قتال علي رضي الله عنه للخوارج ( يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) إشارة إلى أن معاوية رضي الله عنه ومن معه كان لديهم شبهة حق
-----
وكذلك فقد ظن معاوية رضي الله عنه أن ما حصل من قتل عثمان رضي الله عنه وبقاء قاتليه ، بلا عقوبة ، وافتراق الناس ، لايوجب عليه بيعة علي رضي الله عنه ، وحصلت بعد ذلك فتنة وقانا الله تعالى شرها ودماءها ، فلنتق القول فيها بالسوء في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتنا ، وعلى هذا مضى من مضى من علماءنا خلف عن سلف ، ومن حاد عن ذلك فهو مبتدع ، وأما من كفر الشيخين أو كفر الصحابة جملة فهو كافر مرتد عن الدين عافنا الله وسائر المسلمين والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006