السؤال:

السلام عليكم:
اذا كان الكافر يعمل اعمالا صالحة اعني لا يرتكب الكبائر والمحرمات ليس تدينا وانما من مبدأ البعد عن الفساد ..
فهل يدخل الجنة أو انها تكون له حسنات ؟؟

*************************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

اتفق العلماء بناء على الادلة القطعية من الكتاب والسنة أن الجنة لايدخلها إلا نفس مؤمنة ، كما قال تعالى ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) وقال تعالى عن الكفار ( أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون ) وقال ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) .

وفي الحديث ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏شهدنا ‏ ‏خيبر ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لرجل ‏ ‏ممن معه يدعي الإسلام ‏ ‏هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى ‏ ‏كنانته ‏ ‏فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك انتحر ‏ ‏فلان ‏ ‏فقتل نفسه فقال قم يا ‏ ‏فلان ‏ ‏فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر ) رواه البخاري .

وقد ورد ما يدل على أن الله تعالى يجازي الكافر على حسناته في الدنيا ، وأما الاخرة فهي خالصة للمؤمنين قال تعالى ( قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) .

ولايجوز لمسلم اعتقاد أن الكافر قد يدخل الجنة ، لان ذلك يتضمن تصحيحا لدينه ، أو يؤدي إلى ذلك ، ومعلوم أن من صحح دينا غير دين الاسلام ، أو أجاز اتباع غير دين محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته ، فهو كافر لايصح منه الاسلام ، فعقد الاسلام مبني على الايمان بصحة الاسلام وأن النجاة في الدنيا والاخرة محصورة فيه ، وأن كل دين سواه باطل ، ومعتنقه كافر خاسر في الدنيا والاخرة ، وأن من شك في هذه الحقيقة فلايكون مسلما ، قال تعالى ( إن الدين عند الله الاسلام ) وقال ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) والله أعلم