سؤال محيرني

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي ياشيخ هل هناك ناس ايمانهم يفضل على ايمان ابوبكر وعمررضي الله عنهما واي صحابي يعني هل احد يستطيع منافستهم في الطاعه والايمان مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال بمعنى الحديث انه لو وضع ايمان ابوبكر في كفه وايمان الامه في كفه اخرى لرجح ايمان ابوبكر ووهناك حديث آخر يقول وبما معناه ان لو هناك نبي بعدي فهو عمر
ذكر السيوطي في الحاوي للفتاوي اثرا عن بعض السلف جاء فيه يكون عليكم خليفة لا يفضل عليه ابو بكر وعمر قالوا ابو بكر وعمر قال نعم قد كان يفضل على بعض الانبياء وعلل السيوطي سبب تفضيل المهدي على كثير من صحابة نبينا الكريم بكثرة الفتن في زمنه وتمالأ الروم باسرها عليه

اي انه معني بعد فتنة الدجال وتسلطه ومقارعته ونزول عيسى ومساعدته على تلك الفتنة معني ايضا بحرب الروم
هذا هو سؤالي وجزاكم الله خيرا

وجزاكم الله خيرا

*******************

جواب الشيخ:

قال ابن حجر في فتح الباري في شرح حديث ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. الحديث ) الذي رواه البخاري : " واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين , لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد ؟ محل بحث , وإلى الثاني نحا الجمهور , والأول قول ابن عبد البر . والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان , وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث . والأصل في ذلك قوله تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ) الآية أ.هـ وبهذا يعلم أن الصحابة أفضل من كل من يأتي بعدهم في الجملة باعتبار المجموع ، وأما أهل بدر والحدييبة فلا يأتي أحد بعدهم مثلهم باعتبار الإفــراد ، والخلفاء الراشدون من باب أولى ، فلا يبلغ المهدي منزلتهم في الفضــل بلا ريب ، وإن كان الذين معه ينالون فضل صحبة نبي وهــو عيسى عليه السلام ، والجهاد في زمن غربة الإسلام في آخر الزمان ، غير أن صحبة محمد صلى الله عليه وسلم ، والجهاد الأوّل في غربة الإسلام الأولى لا يقاربها فضل البتة ، وقد دلت النصوص دلالة قطعية على تفضيل الصديق رضي الله عنه على الصحابة الذين هم خير القرون ، كما ورد ما يدل على أنه لاأفضل منه بعد النبيين ، فقد جاء من طرق يقوي بعضها بعضا " وزنت بالأمة فرجحت، ووزن أبو بكر بالأمة -لست فيها- فرجح، ووزن عمر بالأمة -لست فيها وأبو بكر- فرجح " خرجه الإمام أحمد وغيره ، ومعلوم أن الأمة الإسلامية أفضل من سائر الأمم ، فسابقها أفضل من سابق غيرهــا من الأمـــم ، وبالجملة فالأحاديث الدالة على تقديمــه في الصحيحين متفق على صحتها وجاءت من طرق مستفيضــة ، بل متواترة تواترا معنويا إن لم يكن لفظيا ، ولهذا فقد أجمعت الأمة على تقديم الصديق ، بخلاف أحاديث المهدي ، فهي وإن كانت صحيحة ، غير أنها لاترقى إلى درجة ما ورد في فضل الصديق رضي الله عنه ، وقد حفظ الله به الإسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فله مثل أجــر من يأتي بعده من هذه الأمة ، يشمل ذلك المهدي ، وما عزوته للسيوطي في الحاوي لايصــــــــح والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006