سؤال عن حكم من يؤول صفات الله |
|
السؤال:
على سؤال السائل عن الدليل على استواء الله على عرشه ، وكيف يوفق بين إثبات الاستواء ، وقوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) وحكم من يأول صفات الله تعالى الثابتة له إن كان تأويله بسبب الشبهة ؟
*********************
جواب الشيخ:
قد ذكر الله تعالى استواءه على عرشه العظيم ، في سبعة مواضع في القرآن ، مثل قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى (الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ) وقوله تعالى ( هو الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) ونظائرها في القرآن
ومنهج السلف في باب أسماء الله وصفاته قائم على ثلاثة أصول الاصل الاول : قصر الاعتماد على الكتاب والسنة في الاثبات والنفي في صفات الله تعالى ، لان صفات الله تعالى مبنية على أساسين
الاساس الاول : أن الصفات فرع عن الذات ، فكما يجب اثبات الذات ، اثباتا بلا تأويل ولا تعطيل ولاتكييف ولا تمثيل ، فكذلك صفات الذات هي فرع عليها ، فيجب اثباتهاكلها كما أثبتنا الذات
الاساس الثاني :أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر ، لان الصفات كلها صفات لله تعالى ، ولايجوز اثبات بعضها ونفي بضعها الاخر ، وكل تعليل عقلي يتعلل به لنفي بعض الصفات ، يجري على غيرها ، فيؤدي إلى نفي كل الصفات وهو مذهب المعتزلة الباطل ، فالواجب أن تثبت كلها لئلا يؤدي إلى تناقض الاشعرية ، أو نفي المعتزلة لكل صفات الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
الاصل الثاني: تنزيه الله تعالى عن أن تماثل صفاته صفات خلقه
الاصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الله تعالى ، ولايجوز التفكر فيها .
وقد أجمع السلف على إثبات جميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بالله تعالى ، اثباتا من غير تمثيل ، مع تنزيه الله تعالى عن مماثلة خلقه ، تنزيها من غير تعطيل ولاتأويل والاستواء من صفات الله تعالى التي يجب اثباتها كما وردت في القرآن والسنة ، ولما سئل الامام مالك رحمه الله عن الاستواء ، قال قولته المشهورة : الاستواء معلوم والايمان به واجب والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ، وصارت كلمته هذه الحكيمة منهاجا يفهم على أساسه الايمان بكل صفات الله تعالى .
وأما قوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) فقد نزلت في شان المصلي إذا جهل القبلة فصلى إلى غيرها ، كما ذكره المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومعنى وجه الله هنا ، أي جهة الله تعالى، والوجه في اللغة يأتي بمعنى الجهة ، كما يقال وزن وزنة ، ووعد وعدة ، فتبدل الهاء في آخر الكلمة ، (واوا) في أولها ، وتقول العرب ( أين وجهك ) اي ( أين جهتك ) ، فالاية ليست من آيات الصفات ، بل هي من آيات الاحكام ، نزلت لبيان أن من يجهل القبلة فيصلى إلى أي جهة ، فتلك جهة الله التي أمر المصلي أن يصلى إليها في هذه الحال .
وأما من يأول صفات الله تعالى لشبهة وجهل ، فلايكفر لانه متأول ، ولكن من علم الحق وعاند كفر والعياذ بالله تعالى والله أعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006