بين لنا أحكام الإحداد ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اريد أن أعرف ما الواجب في حداد الأرملة .. هل صحيح أنه يحرم على الأرملة أن تنظر إلى التلفاز وأن يراها طفل أوترى القمر ، أو تلبس ثوبا بلون معين ، أو تقرأ المجلة بسبب وجود صور الرجال ، فقد اختلفت علينا الاراء ، فبين لنا أحكام الحداد .

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

في الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال ، إلا على زوج : أربعة أشهر وعشرا ) .
إلا إن كانت حاملا ، فعدتها بوضع الحمل ولو كانت المدة قصيرة .
والاحداد هو ترك الزينة والطيب ، وكذلك ترك لبس الحلي ولو خاتما .

وتترك كذلك لبس الملون من الثياب كالأحمر والأصفر والأخضر.
وكذا تدع الكحل والحناء ، وتدع ما يسمى ( الماكياج ) .


ويجب عليها أن تقضي عدة الوفاة في المنزل الذي مات زوجها وهي ساكنه فيه ، ولو مؤجرا ، إلا إن خافت على نفسها ، أو مالها ، أو أخرجت قهرا منه ، أو طلبت فوق أجرته ، وحينئذ فتختار إن خرجت لهذه الأعذار ، أي مسكـــن آمن لتقضي فيه عدتها .

ولا تخرج ليلا إلا لضرورة ، أما في النهار فلها الخروج لقضاء حاجتها التي تخصها بنفسها ، فلا تخرج لقضاء حاجة غيرها ، ولاتخرج لعيادة مريض ، ولا لزيارة قريب وصديق ونحوهم .
وإن كانت لها عمل لا تستغني عنه ، كالممرضة ونحوها فلا مانع من خروجها نهارا في عمل مع النساء ، فتعالج النساء والأطفال ونحوهم ، وتبعد عن مخالطة الرجال والتحدث معهم والخلوة بأحد منهم ، وأما السفر فلا تسافر إلا بعد انقضاء عدتها .

وكذا لو كانت عليها اختبار شهادة ، تذهب وتختبر متحجبة تاركة للزينة ، وتعود إلى بيتها .

وقد سئل الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آله الشيخ رحمه الله ـ مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق ـ عن حكم تغطية المرأة وجهها ويديها ورجليها عن القمر وعن محارمها في حالة ما إذا كان زوجها متوفى وهي محادة عليه فأجاب :

لا يجوز ذلك ، لانه ليس من الشرع ، بل هو من خرافات العوام وخزعبلاتهم .

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : لها أن تجتمع بمن يجوز لها الاجتماع به في غير العدة .
والحاصل أن الحداد يختص بتحريم الطيب والزينة والخروج نهارا إلا لحاجة والخروج ليلا إلا لضرورة ، وأما ما سوى ذلك مثل ما ذكرته السائلة ، فما كان محرما قبل الحداد فهو محرم في الحداد ، وما كان مباحا قبل الحداد فهو مباح في الحداد ، لم يغير الحداد منه شيئا ، والمرأة سواء كانت في الحداد أم لا ، لا يحل لها أن تنظر إلى ما حرم الله عليها النظر إليه في التلفزيون أو المجلات ، وأما المباح فلها أن تنظر إليه في الحداد كما كان قبله .
وكذلك علاقاتها بالرجال أو الصبيان ، لا يغير الحداد من أحكامها ، ما كان حراما فهو حرام في الحداد وقبله ، وما كان مباحا فهو مباح ، وكذلك سماعها لصوت الرجل ، أو رد السلام عليه ، أو خطابه بما يجوز له أن تخاطبه به ، سواء كان في الهاتف أو غيره ، كل ذلك لا يتغير في حال الحداد عما كان قبله .
وأما ما تفعله بعض العامة من ذهاب المرأة عند نهاية فترة العدة إلى البحر ، ودخولها فيه ، وكذلك ذهابها إلى السوق أو المجامع العامة ، وإزالة البرقع عن وجهها قليلا وإعادته ، وظنهم أنها لاتخرج من إحدادهاإلا بذلك ، كله من الجهل والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، بل متى ما انقضت المدة ، خرجت المتوفى عنها زوجها من العدة والله اعلم .



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006