كيف يقام الحد على مسلم يعيش مثلا في أمريكا؟

 

السؤال:

كيف يقام الحد على مسلم يعيش مثلا في أمريكا؟ أحد الأئمة قال أن قبل أحداث 11/سبتمر وما كانت عليه أفغانستان من تطبيق الشريعة كان على من ارتكب كبيرة تستوجب الحد أن يذهب الى أفغانستان ويقام عليه الحد وسؤالي هو كيف يطبق الحد الآن هل ينتحر الانسان؟ ام يدفع لشخص مجرم أن يقتله؟ أم ماذا؟

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

هذا الذي زعم أن من يرتكب كبيرة كان قبل 11/9 يجب أن يذهب إلى أفغانستان أيام الامارة الاسلامية ليقام عليه الحد ، أخطأ خطأ شنيعا .
ــ
بل الافضل والاحب عند الله تعالى لمن ارتكب ذنبا يستوجب حدا أن يستر على نفسه ويتوب بينه وبين الله تعالى ، فإن كان الذنب فيه أيضا ظلم وعدوان على غيره ، فليؤد للمظلوم حقه مع التوبة .
ـــــــــ
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك قائلا ( اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألمَّ فليـسـتـتر بستر الله عز وجل ، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله) رواه الحاكم والبيهقي من حديث ابن عمر رضي الله عنه .ـ

وفي الحديث الصحيح ( إن الله ستير يحب الستر ) ـ
ــــــــــــــ
ولكن لايُمنع من يريد أن يطهره الحد في نظام حكم إسلامي ، فيؤخذ بإقراره على نفسه ـ إن كان الاقرار صحيحا ـ ويقام عليه الحد ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ماعز رضي الله عنه ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عنه وأعرض وأعرض وأعرض أولا ، حتى يذهب ويستر عل نفسه ، ولكنه لما رأى إصراره ، اقام عليه الحد .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006