رأيت جماعة قوم لوط يتسافدون على شاطيء البحر؟!! |
|
السؤال:
السلام عليكم فضيلة الشيخ
شاهدت 3سيارات-احدها كارافان- ينزلون إلى شاطئ البحر على الخليج في الكويت وكانوا كلهم ممن يطلق عليهم الجنس الثالث وليت الأمر توقف عند هذا المنظر االمقزز ، بل كانوا وبل كل وقاحة وخسة يقبلون بعضهم يعضا تارة وينامون فوق بعضهم تارة اخرى، هكذا امام الملأ والرواد وتحت الأضواء الكاشفة ، اتصلت وبلغت بالذي يحدث وعن المكان بالضبط ،للأسف لم يحضر احد، ونهرتهم ولم يعيرونني اي اهتمام ووالله إني لأجد صعوية كبيرة في تصديق ما حصل ،إلا أنني رأيت ذلك رؤي العين في احد الواجهات البحرية ولا حول ولا قوة إلا بالله,
السؤال : ما حكم تغيير المنكر ، وما نصحيتكم وتوجيهكم .
*******************************
جواب الشيخ:
وعليكــــم السلام ورحمة الله وبركاته : ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
والأدهى والأمر أنك لو أنكرت عليهم ، لعد ذلك تعديا على الحقوق الإنسانية ، والحرية الشخصية ، وتأخر وظلامية !!
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في بيان لماذا قدم الله تعالى المر بالمعروف والنهي عن المنكر في سورة التوبة آية 71 :
( والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية ، ومع ذلك قدمه في هذه الآية على إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فقال سبحانه: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم "ٌ
فقدم هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إقامة الصلاة ، مع أن الصلاة عمود الإسلام ، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين ، فلأي معنى قدم هذا الواجب ؟ لا شك أنه قدم لعظم الحاجة إليه ، وشدة الضرورة إلى القيام به .
ولأن بتحقيقه تصلح الأمة ، ويكثر فيها الخير ، وتظهر فيها الفضائل ، وتختفي منها الرذائل ، ويتعاون أفرادها على الخير ، ويتناصحون ويجاهدون في سبيل الله ، ويأتون كل خير ويذرون كل شر .
وبإضاعته والقضاء عليه تكون الكوارث العظيمة ، والشرور الكثيرة ، وتفترق الأمة وتقسوا القلوب أو تموت ، وتظهر الرذائل وتنتشر ، وتختفي الفضائل ويهضم الحق ، ويظهر صوت الباطل ، وهذا أمر واقع في كل مكان ، وكل دولة وكل بلد ، وكل قرية لا يؤمر فيها بالمعروف ولا ينهى فيها عن المنكر ، فإنه تنتشر فيها الرذائل ، وتظهر فيها المنكرات ، ويسود فيها الظلم والفساد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أهل الرحمة:
وبين سبحانه أن الآمرين بالمعروف ، والناهين عن المنكر ، والمقيمين للصلاة ، والمؤتين للزكاة ، والمطيعين لله ولرسوله ، هم أهل الرحمة ، فقال سبحانه وتعالى: أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ
فدل ذلك على أن الرحمة ، إنما تنال بطاعة الله ؛ واتباع شريعته ، ومن أخص ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولا تنال الرحمة بالأماني ، ولا بالأنساب ، ككونه من قريش ، أو من بني هاشم ، أو من بني فلان . ولا بالوظائف ، ككونه ملكا أو رئيسا لجمهورية أو وزيرا أو غير ذلك من الوظائف . ولا تنال أيضا بالأموال والتجارات ، ولا بوجود كثرة المصانع .
ولا بغير هذا من شئون الناس ، وإنما تنال الرحمة بطاعة الله ورسوله ، واتباع شريعته. ومن أعظم ذلك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وطاعة الله ورسوله ، في كل شيء ، فهؤلاء هم أهل الرحمة ، وهم الذين في الحقيقة يرجون رحمة الله ، وهم الذين في الحقيقة يخافون الله ويعظمونه . فما أظلم من أضاع أمره ، وارتكب نهيه ، وإن زعم أنه يخافه ويرجوه . وإنما الذي يعظم الله حقا ، ويخافه ويرجوه حقا ، من أقام أمره واتبع شريعته ، وجاهد في سبيله ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر .
قال سبحانه في سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ
فجعلهم سبحانه راجين رحمة الله ، لما آمنوا وجاهدوا وهاجروا ، لإيمانهم وهجرتهم وجهادهم . ما قال : إن الذين بنوا القصور . أو الذين عظمت تجاراتهم أو تنوعت أعمالهم . أو الذين ارتفعت أنسابهم . هم الذين يرجون رحمة الله.
بل قال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
فرجاء الرحمة وخوف العذاب . يكونان بطاعة الله ورسوله ، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
فالواجب أن نستنهض جميع من يقدر على منع هذا المنكر الكبير الشنيع الذي لامنكر بعد الشرك أعظم منه ، هو منكر عمل قوم لوط ، فقد انتشرت هذه المسوخ ، وأظهرت منكرها وقبائحها من غير نكير ، ولاعجب فالناس مشغولون بملاحقة " الإرهاب " ، وأما هذه الفواحش العظام التي تهلك البلاد والأنام فلا يعيرها أي اهتمام ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006