ثلاثة أسئلة عن كيف تنتصر الأمة ، ولماذا تفوق الغرب معرفيا ، وإيداع الأموال في بنوك ربوية ؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي ثلاثة أسئلة أرجو من سماحتك  الإجابة عليها لأني أثق بعلمك وشخصك ، وأسئلتي هي :

- كيف تنتصر الأمة في ظل الصراعات الداخلية بين المذاهب واعتلاء الغرب وسيطرتهم على العالم من النواحي الإقتصادية والعلمية ؟ ما العمل والحل للتفوق على الغرب في شتى المجالات واستعادة الأمجاد الماضية العظيمة ؟ وما وظيفتي أنا كمسلم عادي  أن أساهم في نصر الأمة وقد تكالبت عليها سائر الأمم وحكامها في سبات عميق ومعظم أفرادها مبتعدة عن الدين بل تساند الأعداء وتعاونهم على قتل المسلمين وفتنتهم ؟

- قال الله تعالى أننا خير أمة أخرجت للناس ، ولكن تطور العالم ونموه العلمي لم يكن على أيدينا نحن ، بل كان على أيدي الغرب (اليهود والنصارى) واختراعاتهم فما تفسيرك يا شيخ ؟

- لقد قرأت فتوى مفاده أن إيداع النقود في البنوك حرام لأنه يعين على الربا ولو امتنع المودع عن الفائدة الربوية ؟ فأين نودع أموالنا ؟

جزاك الله خير

*****

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أسألتك مهمة وتجـد الإجابة في كثير من مقالاتي وفتاواي السابقة فلو أنك تقرأ عناوين المقالات السابقة في الأرشيـف ستجد بإذن الله بغيتك .
 
وأما تطور العلم ، فهذا أيضا سؤال كبير جدا ، ولكن بإختصار شديد ، لقـد جاء من الغرب ، بسبب تقصيرنا فيما أمرنا به ديننا من الأخذ بأسباب القوة ، فأخذوا بها هـم فتقدموا علينا ، ومعلوم أن المعرفة أعـظم قوة ، وثمة كتاب بعنوان ( فجر العلم الحديث) لكاتب غربي ، أجاب فيه مؤلـفه على مسألة محيرة ، وهي كيف كان العالم الإسلامي يتقدم في العلوم بصورة مذهلة ، وكان المتوقع أن العلوم الحديثة تأتي منه  ، ثم فجأة حدثت ثغـرة كبيرة مفقودة ، وقفز العالم الغربي إلى العلم الحديث فسبق العالم الإسلامي ؟!
وحاول الإجابة على السؤال بإجتهادات كثيرة
ولكن السبب واضح وهو أن النظام السياسي الإسلامي في ذلك الوقت ، هو المسؤول ، فهـو قد قصَّـر في تطوير حال الأمة ،  بحيث تقفـز هذه القفزة الحضارية ، وبالتالي استطاع الغرب أن يقفزها قبل المسلمين ، خاصة بعد أن اخترع خمسـة أمور:
أولا : النظام السياسي القائم على تقديم حقوق الإنسان على تسلُّط السلطة ، والمبني على سلطة الأمة على الأمة ، فتخلص من الإستبداد الذي هو أكبر مفسد للأمم
فتفجرت بذلك إبداعات الأمَّة عندهم لمصلحة الأمة
 وهذا أصلا هو النظام السياسي الإسلامي
ثانيا : الماكنة :  ذلك الشيء الذي يأخذ الوقود ويعطي طاقة هائلة أضعاف ما أخذ
ثالثا : تطوير إستخدام البارود وقوة التفجير : الذي مكنه من صنع السلاح المدمر فالسيطرة على موارد العالم ، فصنـع بهـا له إقتصادا قويا  
رابعا : الطابعة : التي مكتته من نشر المعرفة على نطاق واسع في المجتمعات فشـجَّع الاختراعات.
خامسا : الكهرباء .
ثم بنى العالم الغربي بعد ذلك على هذه الاختراعات المذهلة المبكرة ،
 بنى عليها اختراعات كثيرة ومتتالية بسرعة مذهلة ، حتى استطاع أن يقفـز قفزات حضارية هائلة في تطور العلوم والتكنلوجيا ،والإختراعات العجيبة ، التي صارت تلك الإختراعات الأولى بالنسـبة إليها بدائية
وبهذا التطور المعرفي ، والقدراتي ،  تمكـن من إمتلاك أسباب القوة
،ثـم أفاق العالم الإسلامي على نفسه ، وهو متأخر جدا عن ركب التطور السياسي و المعرفي الغربي.
ولما حاول أن يلحق وجد نفسه تحت وطأة الإستعمار الذي كان أهم أهدافه إبقاء العالم الإسلام في تخلف.
وبعد الإستعمار جاءت محاولات اللحاق بركب التطور السياسي ،  والمعرفي الغربي ، فوجد العالم الإسلامي نفسه تحت وطأة أذرعة الإستعمار ،  وهـي أنظمة الحكم الاستبدادية التي هدفها إبقاء العالم الإسلامي في تخلفه،  وتأخره ، خدمة لسادتهم الغربيين.
ولكن نحن نرى بحمد لله تعالى صحوة عظيمة تجتاح العالم الإسلامي ، والأمل معقود عليها بعد الله تعالى لتعيد للأمة سبيل النهضـة .
ولكنها لن تتمكن من ذلك إلاّ ببناء نظام سياسي إسلامي يقوم على مبدأ السيادة لله ، والسلطة للأمـَّة ، لأنَّ أي نظام سياسي قائم على أطماع أخرى ، سيبدّد كلّ جهود الأمة إلى النهضة ، ويقطع الطريق عنها .
 
وأما إيداع الأموال في البنوك فمحرّم ، لكن إنْ لم يكن ثمة بنك إسلامي ، واضطر المسلم أن يودع ماله في بنك ربوي ، جاز له ذلك بشرط أن يكون بغير فوائد ربوية
والله أعلم

الكاتب: عارف
التاريخ: 01/06/2008