ما هو الفرق بين الصوفيــــــــة و أهــــــل الحديث في الموقف من كتب السنــــــة ؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فضيلة الشيخ سؤالي يا فضيلة الشيخ يخص فرق الصوفية هل يأخذون بصحاح أهل السنة و الجماعة كالبخاري و مسلم و الترمذي و غيرهم وهل يتفقون مع أهل السنة في جرح و تعديل رجال الحديث و إن كانوا لا يأخذون بهته الصحاح و لا يتفقون مع اهل السنة في الرجال فما سبب ذلك
أرجوا بعض التفصيل
و بارك الله فيكم
*********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصوفية يمكن تقسيمهم بالنسبة الى موقفهم من السنة إلى قسمين :
قسم يتفقون مع اهل السنة في الاخذ بكتب السنة المشهورة ومناهج الجرح والتعديل ولكن ضلالهم في تأويل النص تاويلات باطلة.
والقسم الثاني يقصرون طريق العلم على ما يسمونه الكشف ، ويزعمون ان الكشف هو طريق معرفة احكام الشريعة ، زاعمين ان المسلم ان جرد نفسه من الشهوات واذاقها مرارة الحرمان ، وخلا بنفسه مخلصا ، وذكر الله تعالى بخشوع ، قُذف في قلبه نور الحكمة التي تقوده الى الهدى ، وإن لم يطلب علم الكتاب والسنة ، ولهذا فهم لايطلبون العلم من كتب الحديث اصلا ويعدون ذلك قصورا في المريد ،
ويرون ان المريد ان اشتغل بالقلم والمحبرة ضل طريق الحق ، ويقول بعضهم منكرا على اهل الحديث اشتغالهم بالاسناد ، يقول لهم: يقول احدكم حدثنا فلان قال حدثنا فلان ، ميت عن ميت ، ونقول نحن اي الصوفية حدثني قلبي عن ربي / وهو الحي الذي لايموت ، وهذا يدل على مقدار جهلهم لان الاسناد يعود الى الوحي ، واما القلب فهو معرض لنزوات الشيطان وما يلقيه من الوساوس والاوهام ، وتلبيس إبليس ، ولهذا ضل منهم من ضل بسبب اعراضهم عن العلم فألقى الشيطان في قلوبهم من الضلالات والظلمات ما اخرجهم عن الدين كله وادخلهم في الزندقة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
ــــ
والقسم الاول انواع منهم من خفت بدعته كالذين ابتدعوا اذكارا وهيئات ، بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير ، ومنهم من أوغل في الضلال مثل الذين يأولون حديـــــــــث ( ولايزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فان احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...الحديث ) يتأولونه على عقيدة وحدة الوجود التي هي اشد كفرا من كفر اليهود والنصارى ، وبين هذين النوعين ظلمات بعضها فوق بعض .
والعصمة بالتمسك بالوحي الالهي وتفسيره وفق الاصول التي أجمع عليها السلف الصالح ، وقد اجمعوا على ان طرق معرفة الوحي واحكام الشريعة مقصور على الكتاب والسنة ، واما الاجماع والقياس فهما متفرعان عن الكتاب والسنة ، وكل سبيل سوى ذلك فالاعتماد عليه لمعرفة احكام الله تعالى ضلال و فتح لباب الزندقة والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006