إن كان هذا لنساء النبي ... أليس من الأولى أن يكون لنساءنا ؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم
الشيخ الفاضل
في الآية التالية من سورة الأحزاب آية 53 إشارة إلى أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم عليهن مخاطبة الصحابة من وراء حجاب
فهل هذا خاص بنساء النبي أم أنه يأخذ بالقياس ويكون من باب أولى لجميع نساء المسلمين
أن يخاطبن الرجال من وراء حجاب
فقد سمعت أحد الشيوخ يقول أنه فقط لنساء النبي وليس لغيرهن كما يروج البعض فما ردكم
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا
وإن كان خاص بهن يرجى تبيين السبب
كما أرغب بالسؤال عن حدود مخاطبة الرجال والنساء الأجانب
وما هي حدود الضرورة والمدة وهل الإختلاء في إحدى الغرف والتكلم وترك الباب مفتوحا هو من الخلوة المحرمة كما يحدث لكثير من طلبة وطالبات الجامعة مع الدكاترة والدكتورات
أو حتى لو كان بالممر على أنه مكان عام
وبين الطلبة والطالبات أنفسهم بحجة تبادل المذكرات أو الأسئلة والإستفسارات
وكيف يتصرف شاب أتته فتاة لتسأله عن الدراسة
وجزاكم الله خيرا كما يرجى تعميم الإجابة في مقالاتكم بالجريدة ليتبين للناس
وجزاكم الله عنا كل خير
والسلام عليكم
*************************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام
الجواب : ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
الصحيح ان الآية عامة والدليل على ذلك في الاية نفسها ففي الاية قال تعالى ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) ـ
ـــــــــــــ
ويقول العلماء العلة تعمم معلولها ، إن كانت هي عامة صار معلولها عاما ، وبيانه أن الله تعالى ذكر أن هذا الخطاب من وراء حجاب من أجل أن تحصل الطهارة للقلوب ، قلوب الرجال وقلوب نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه حاجة عامة ، فكل نساء الامة بحاجة إلى التطهير المذكور ، فدل على أن الحكم أيضا عام ، أعني وجوب أن يكون خطاب المرأة المسلمة للرجل من وراء حجاب ، أي وهي متحجبة عنه غير متبرجة ، وليس معناه أن يكون بينهما جدار أو حاجز بالضرورة ، وبهذه الاية استدل من قال بوجوب تغطية المرأة لوجهها ، لانها بذلك تكون محتجبة عن الرجل حال الخطاب ممتثلة للآيــة ، أما إن رأى وجهها فقد عرفها ولم تعد محتجبة عنه ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
والواجب أن لايكون بين الطلاب والطالبات اختلاط في الدراسة أصلا ، لانه من أعظم أسباب الفساد ، كما لايكون بين المعلم والطالبات اختلاط أيضا ، بل يفصل بين الطلاب والطالبات ، والمعلمين والطالبات ، هذا في حالة الاضطرار إلى المعلمين ، وإلا فالواجب إعداد المعلمات أيضا ، ليقمن بتعليم الطالبات ، حتى لاتحتاج الطالبة إلى معلم
ــــــــــــــــ
وبهذا تزول جميع هذه الاشكالات التي سأل عنها السائل ، ذلك أنه حتى لو فرض حصول السؤال والجواب ، وتبادل المذكرات ، والوجود في غرفة مفتوحة الباب ، بين الجنسين ، حصول ذلك في بادىء الامر من غير ريبة ، فإن استمرار هذا الامر سيؤدي قطعا إلى التساهل والتراخي ، حتى يتم التغاضي عن تعدي حدود الشرع في الخطاب بين الجنسين والعلاقة بينهما بشكل عام ، فتكثر المخالفات مع الايام ، ويبتعد الغالب عن التقيد بآداب الشرع مع اعتياد الاختلاط ، ويصبج الكلام بالخضوع من القول غير مستنكــر ، ثم يتعدى إلى التعارف ويكون أولا بتلبيس الشيطان ـ إن كان في أوساط التعليم الشرعي ـ باسم الاخوة الدينية كما حصل للصوفية ، ثم يتوسع الامر ، فيحصل مالاتحمد عقباه ، ومالايكون إلا بارتكاب الفواحش منتهاه ـ
ـــــــــ
ومعلوم أنه في تاريخ الاسلام ، لم يحصل قط أن يكون بين شيوخ العلم والطالبات ، التقارب الشديد ، الذي يكون معه طرح الكلفة ، وتمام الالفة ، وكثرة الاتصال و الاختلاط ، والتعارف والتآخي والتصاحب ، حتى يكثر ويصبح ظاهرة ، حتى سمعنا أنه يتردد كثيرا أن الشيخ الفلاني له تلميذات كثيرات ، والواحدة منهن تقول له شيخي أحبك في الله !!، ثم قد يعرف عنهن تفاصيل عن حياتهن ، ويجلسن معه في المكتب ، ويسمع ضحكهن ، وحديثهن معه كأنه من محارمهن ، عجبا !! ، ويحكى أن هذه الظاهرة الغريبة قد انتشرت من غير نكيـــــر ، ووقع فيها الكبير والصغير .ـ
ــــــــــــــ
ولاريب أن هذا كله حدث في الدين ، لم يعرف في تاريخ الاسلام مثله إلا عند بعض الصوفية الذين فتحوا هذا الباب فصار عندهم مؤاخاة النسوان والمردان ، كما ذكر ذلك عدة من العلماء ، منكرين عليهم هذه البدع الخبيثة ، والعادات الخسيسة .ـ
ــــــــــــــــــــــــ
وكل هذه المخالفات ، والظواهر غير الشرعية ، إنما تزول بفصل الجنسين في التعلم فصلا تاما، وفي التعليم الشرعي يتأكد ذلك ، وتقع مسؤوليته على حملة العلوم الشرعية ، فالواجب عليهم أن يراعوا إقامة حدود الله تعالى في هذا الباب ، بل وتجب مراعاة سد الذرائع في هذا الباب أكثر من غيره ، ذلك أننا لم نجد الشريعة ، وجد فيها من الاحكام التي سدت الذرائع إلىالحرام ، كما في هذا الباب ، باب العلاقة بين الرجل والمرأة ، ولهذا امرت الشريعة المرأة ان لا تسافر من غير محرم ، و أن لا تتعطر في خروجها ، وأن لا تضع في رجلها ما يسمع الرجال صوته من الزينة وهو الخلخال ، ولا تختلي بالرجل ، وأن تخفض صوتها عند الحاجة إلى خطابه ، من غير خضوع بالقول .. إلخ ، ذلك أن الفتنة في هذا الباب ، شر عظيم ، وبلاء جسيم ، والتساهل فيه جرم أثيم ـ
ـــــــــــ
هذا ولايستنكر أن يعلم الشيخ الورع النساء من وراء حجاب ، ويجيب على أسئلتهن مع تمام الحشمة ، وكمال الوقار ، واستكمال الاداب ، وحسن الخطاب ، لكن المستنكر تعدي حدود الله في هذا الباب ـ
ـــــــــــــــــ
وأما من ابتلي بأن طالبة تسأله أو تطلب منه شيئا ، فالواجب أن يعتذر ،ويبعد نفسه عن الفتنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن أشد فتنة يخشاها على أمته هي فتنة النساء والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006