حكم تجريم فعل الجهاد؟

 

السؤال:

فضيلة الشيخ حامد بن عبدالله العلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...تحية طيبة وبعد،،،
فضيلتكم يتم من قبل الجهات الامنية في بعض الدول (الإسلامية) عرض الشباب المجاهد الذين شاركوا في ساحات الجهاد الشرعي مثل الشيشان والبوسنة أو غيرها...وزجهم على أبواب
المحاكم بحجة أنهم خالفوا نصا من القانون حيث يزعمون أن في ذلك مضرة لمصلحة بلادهم ويعرضها للخطر من قبل الدولة الصديقة التي حاربوها في ساحات الجهاد...فما حكم الجهات الأمنية بفعلها ذاك؟ وما موقف الشريعة من ذاك القانون؟ وماحكم القاضي الذي يقضي بهذا القانون ويجرمهم؟ إ.هـ

**********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
كل من قام بجهاد مشروع ، ينصر فيه دين الله ، أو يدفع عن حرمات المسلمين ، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الاسلام ، فإن سن القوانين التي تجرم هذا الجهاد المشروع ، وملاحقة من يقوم به ، إرضاء للكافرين ، هو من نواقض الاسلام ، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء .. الاية ) ـ
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين ) ـ
وليس ثمة إثم أعظم من النهي عن جهاد الكفار ، لانه ليس ثمة فتنة أعظم من فتنة ظهور الكفار على بلاد المسلمين ، واستعلاءهم على أهل الاسلام ، فمن يعين على الفتنة هو شريك في جريمتها ، وجزء منها ، وإذا كان الله تعالى قد قال ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) في الذين يقعدون مع المنافقين ولاينكرون عليهم خوضهم في آيات الله بالباطل ، فكيف بالذين يعينون أهل الباطل على باطلهم ، ثم كيف بالذين يحاربون أهل الحق إرضاء لأهل الباطل!ـ
ومعلوم أن من نصر قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة ، فمن نصر المجاهدين ووالاهم حشر معهم ، ومن نصر الكفار ووالاهم وكان معهم على المجاهدين ، حشر معهم ، وسوف يتبرأون منه ، يوم لاينفع مال ولا بنون ، بل ذلك اليوم يكفر بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، كما قال تعالى عن الكافرين وأولياءهم : ( ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين ) والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006