رد شبهات في العقيدة (2)

 

الجواب بعده >>> السؤال : توحيد الأسماء والصفات قسم من أقسام التوحيد الذي تكفلت الرسالات والنبوات ببيانه وتكفل الله بإثباته في القرآن وتكفل نبيه محمد  ببانه والدعوة اليه طوال العهد المكي والمدني : فهل ورد عن النبي أنه فسر نصا من هذه النصوص بإثبات صفة لله تليق بجلاله وأثبت لها كيفية مجهولة؟وإذا لم يرد مثل ذلك فكيف نجمع بين مذهب الإثبات وحكمنا على كل ما لم يرد عن النبي بأنه بدعة؟ولماذا لم يبين لنا النبي هذا البيان الذي نعده ركنا من أركان توحيد الله تبارك وتعالى؟

الجواب :

 
الحمد لله و الصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم في أحاديث كثيرة أنه فسَّر نصوص الصفات ، وتكلَّم عن معانيها ، أما الكيفيّة فقد نص القرآن على أنَّ ذلك مما اختص الله بعلمه ، إذا لايطيق الخلق معرفة كنه صفاته جلَّ وعـلا ، قال تعالى ( ولايحيطون به علما ) وقال ( لاتدركه الأبصار ) ، ولأنَّ ذلك غير ممكـن للإنسان إلاَّ بالقياس على مماثل مشاهد ، والله تعالى ( ليس كمثله شيء ) ، ولهذا لم يتكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم عن كنه صفات الخالق جل وعلا ، فكان إنكفافه عن ذلك ، إمتثالا للقرآن ، دليل آخر من السنة ، لهذا أجمع السلف على كلمة الإمام مالك ( والكيف مجهول ).
 
ومما ورد عنه في تفسير نصوص الصفات ، تفسيره لرضوان الله على أهل الجنة ، بحديث أبي سعيد في الصحيح ، وتفسيره ( يوم يكشف عن ساق ) بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في الرؤية في الصحيح كتاب التوحيد ، وتفسيره ( والأرض جميعا قبضته ) بحديث أبي هريرة في الصحيح في باب التفسير ، و غيرها كثير من كلام النبوة المفسِّر لآيات الصفات ، قد امتلأت بها أبواب التفسير من كتب الحديث ، وكتب التفسير بالمأثور كتفسيرالطبري ، وابن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وغيرهم .
 
وفي هذا رد على المفوِّضة ، كما أنَّ في ترك ذكر الكيفيّة رد على الممثّلة ، ولهذا كان مذهب السلف الذي أجمعوا عليه هو : إثبات من غير تمثيل ولاتكييف ، وتنزيه من غير تعطيل ولا تأويـل ، وأما ما ورد عن بعضهم بنفي التفسير ، فالمقصود نفي تفسير الكيفية ، وليس تفسير المعنى بإثبات الصفة ، وبيان أحكامها ، وقد بيَّنا ذلك كلَّه بالتفصيل في كتاب أمّ البراهين ، والله أعلم



الكاتب: زائر
التاريخ: 03/08/2009