السؤال:

1. أسافر كثيرا مسافة تفوق 80 كيلومترا من أجل العلاج بالقرآن الكريم . فهل لي من أجر على الجهد الذي أبذله والمال الذي أنفقه على ذلك السفر؟ وهل يعتبر ذلك من الجهاد في سبيل الله؟ ومن الطبيعي أن أقصر وأجمع صلاتي الظهر والعصر معا وصلاتي المغرب والعشاء معا . فإذا جمعت صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير وكنت قد وصلت من السفر إلى بيتي فهل أقصر الصلاة أم لا؟
2. ما هي الأمور التي تؤثر سلبا على عقيدة المسلم؟ يجب علي أن أحصرها حتى أتجنبها وأستفيد من العلاج بالقرآن الكريم .

*********************


جواب الشيخ:

قال الله تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبةولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) فإن كنت قد نويت فيما تبذله من مال وجهد نفع أخوانك المسلمين ابتغاء الثواب من الله تعالى فلك في ذلك أجر عظيم ، وأما الجهاد في سبيل الله فذلك أفضل متطوع به وذروة سنام الاسلام ولايبلغ أحد ثواب المجاهد ، وإذا بلغت منزلك لاتقصر الصلاة ، وإنما القصر في السفر فقط .
وأما الامور التي تؤثر سلبا على عقيدة المؤمن فهي كثيرة جدا لان الايمان قول وعمل وكل معصية تنقص من الايمان بقدرها ، فإن كان قصدك الامور التي تنقص الايمان ويصير بها المسلم مرتدا فقد فصلها العلماء في كتب التوحيد وذكروا منها أموارا متعددة مثل الشرك بالله تعالى وهو أن يجعل لله ندا من مخلوقاته يدعى كما يدعى الله ويخاف كما يخاف الله أو يتوكل عليه كما يتوكل على الله أو يصرف له شيئا من العبادات ، فكل من صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد عبد ذلك الغير سواء كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو جنيا أو وليا ، فمن تقرب إلى غير الله تعالى بالنذر أو الدعاء أو الطواف أو السجود أو التوكل أو أي نوع من أنواع العبادة فقد ارتد عن دين الله ، ومنها إظهار الطاعة والموافقة للمشركين على دينهم ومنها موالاة المشركين ومظاهرتهم على المسلمين ، ومنها الاستهزاء بالله أو شيئ من دينه ، ومنها ظهور الكراهية عند الدعوة إلى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها كراهة ما أنزل الله ومنها جحد شيء من كتاب الله أو شريعته مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، ومنها الاعراض عن تعلم دين الله تعالى إعراضا تاما ومنها كراهية أقامة الدين وظهوره في الارض ومنها السحر ومنها إنكار البعث ومنها التحاكم على غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنها ترك الصلاة ومنها سب الدين ، فهذه هي نواقض الايمان وقد ذكر جماعة من العلماء أكثر من هذه ولكنها ترجع إلى ما ذكر هنا كالتفصيل للاجمال والله أعلم