ايثارالدعوه المستجابه لولي الامر

 

السؤال:

هل يوجد حديث ينص على وجوب الدعاء لولي الامراو ينص على ايثارالدعوه المستجابه لولي الامر.. افيدونا جزاكم الله عنا خير

*****************

جواب الشيخ:

كلا لايوجد نص في الوجوب ، ولكن صح هذا الحديث
‏عن عوف بن مالك : ـ ‏
‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم رواه مسلم
وهو خبر وليس أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه يدل على أن عدل الامام في رعيته يثمر الدعاء له وحبه ، وظلمه يثمر بغضه والدعاء عليه ، وهذا كما قيل : من صلحت سريرته حسنت سيرته ، فإن الإمام إن علم الله في قلبه حرصه على إصلاح الناس ، وابتغاء رضا الله فيهم أعانه ، فجعل في قلبه إيثار الآخرة ، فقرب البطانة الصالحة ، وأبعد البطانة السيئة ، ومقصود الحديث أن هذا الامر ـ أعني حب المسلمين ودعاءهم للولي الخيـّـر ، وبغضهم ودعاءهم للظالم ـ واقع ما له من دافع ، فهو سنة إلهيه ماضية ، ذلك أن الاحسان يورث الاحسان والظلم يورث الشنآن ، غير أنه قد ورد عن الامام احمد أنه قال لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان فإنه إن صلح صلح الناس ، وهذا من الامام أحمد بقصد حصول الصلاح العام لأهل الاسلام ، لان صلاح السلطان فيه صلاح الناس ، وفساده فيه فساد الناس ، ولهذا كان السلطان مسؤولا عن رعيته ،كما في الحديـــث ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ) ، لانه هو الذي يصلحهم إن حكم بالشرع وعدل وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، أو يفسدهم إن حكم بغير الشرع وظلم وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف ، ولهذا كان الواجب على الأمة أن تولّي العدل دون غيره ، فإن ولّوا غيره فهم آثمــون ، في جرائمه مشتركون ، وإنما حرم الخروج على الفاجر حقنا للدماء وحفاظا على وحده الأمّــة درءا لمنكر أكبر فحسب ، فهي كما يقال حالة استثنائية فقط ، وإلا فالأصل أن الفاجـر لايولّى على المسلمين ولاكرامــة باتفاق العلماء والله المستعان

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006