شبهة رافضية ؟ |
|
السؤال:
بعض الناس يتهمون سيدنا عمر أنه تهجم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال : انه يهجر و ان ذلك احزن الرسول صلى الله عليه وسلم ، و ان من يؤذى الرسول فقد عادى الله و هكذا و انه قال ان الرسول اراد ان يكتب وصية يوصى بها لسيدنا على بالخلافة و هذا ما فطن له سيدنا عمر فمنع الرسول من كتابة الوصية وأن الخلفاء الراشدين ا طمسوا على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم و حكاية الوصية و منع سيدنا عمر الرسول من كتابتها قرأتها فى البخارى ، فما ردكم ؟
***********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
هذا كله كذب وافتراء وهراء
ليس في البخاري أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم يهجر ، بل الذي فيه ما يلي : ( فقالوا : ما شأنه ؟ أهجر ؟ استفهموه ) ـ يعني قال بعض من كان حاضرا في ذلك المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه مريضا اشتد به المرض ، والعلماء يقولون : إنه يحتمل أن الذي قال ذلك صدر عن دهش وحيرة كما أصاب كثيرا منهم عند موته ، ثم لايُعلم من الذي قال ذلك فلعله بعض الذين حدث عهدهم بالإسلام , وظنّوا أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه من شدة الوجع غيبوبة ، كما يصيب سائر الناس ، فيصدر منهم مالايريدون قولــه.
-----
أما عمر رضي الله عنه فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله ، وواضح انه رضي الله عنه أشفق على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما وقع فيه من المرض ، وعلم أن الله تعالى لن يضيعهم ، فلو شاء سبحانــه جعل النبي صلى الله عليه وسلم ، في حال من الصحة ، فيأمر بما شاء ، ذلك أن ما كان من الوحي الذي فيه هداية الأمّة ، لايمكن لأحــد أن يمنع تبليغه ، فالاولى الاشفاق على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الإثقال عليه في الحال الذي كان عليه ، ثم إنه ليس في شيء من روايات البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب من عمر رضي الله عنه ، هذا كله افتراء وكذب كعادتهم.
-------------
ونقول مع ذلك : أولا هذا كله دليل على أمانة أهل السنة ، إذ يروون ماوقع كما وقع ، ولايزيدون ولاينقصون ، فلماذا لايعترف الرافضة بذلك.
----------
وثانيا : لو كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب : أن عليا خليفته من بعده ، وكان هذا ـ كما تقول الرافضة ـ سادس أركان الاسلام ، وعليه يقوم الدين ، فكيف أمكن لعمر رضي الله عنه أن يمنعه ؟؟1ـ
-----------
وثالثا : ما الذي كان يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : سيكون علي خليفتي من بعدي ثم الولاية في ابنائه ، فهذه الكلمات بقدر الكلمات ( هلموا أكتب لكم كتابا لاتضلوا بعده ) ، فعلمنا أنه أراد أن يكتب أموار أخرى تفصيلية ، وإلا فلو كان يريد أن يكتب ولاية علي من بعده : لقال : هلموا أكتب لكم ولاية علي وذريته من بعدي ، فلايمكن عمر رضي الله عنه حينئذ ان يرد ذلك .
وقد ورد في البخاري انه قال في هذا الموضع ( وأوصاهم بثلاث : قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم .. الحديث ) ـ فهل كان عاجزا أن يقول اجعلوا عليا وذريته الخلفاء من بعدي!!
-----------
ورابعا : ـ الرافضة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن ولاية علي في غدير خم على الآلاف من الصحابة ، ومع ذلك جحدوه ، وتآمــروا كلهم ضد علي وأهل بيته ، فما فائدة الكتاب أذن لو كتبه ، أليس سيمزقه الصحابة أيضــا ؟ ومافائدة أن يعهد بكتاب إلى خونة ، وإذا كان قد خطب فيهم وأمرهم ، وأشهد الآلاف عليهم ، وخانوه ؟ فما فائدة أن يكتب لهم كتابا ؟! فهل هذا إلا تناقض قبيح ؟
--------
خامسا : ما الذي كان يمنع جبريل أن ينزل بكتاب من الله فيه ولاية علي رضي الله عنه ، حتى لايمكن عمر أن يلعب هذا الدور في بيت النبوة ، و( يزحلق الموضوع !) بالفهلوة !! فيضيع على المسلمين أكبر فرصة في تصحيح التاريخ بها الموقف !!ـ قاتل الله عقول الرافضة ؟
---------------
سادسا : تروى كتب السنة الحديث التالي : عند عائشة : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا , فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل , ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " أخرجه مسلم .
فلماذا ترك الرافضة هذا الحديث ، وأخذوا بذاك الحديث مع أنهما من مصادر السنة ، مع اننا نعلم أن كلا الحديثين ، ضد ما يقولون ، لكننا نقول هذا من باب الإلزام .
---------
سابعا : ـ من تناقضات الرافضة انهم يقولون إن عليا ، بلغت قوته أن سيفه يشق الأرضين السبع ، وسمعنا شريطا لأحدهم يقول إنه لو شاء جعل الاكوان تحت إظفر خنصه !!! غير أن عمر رضي الله عنه والصحابة قدروا أن يبعدوه عن الخلافة !! ويبقى عليّ حائرا ضعيفا لايمكنه حتى أن يصنع شيئا ، فما أقبح هذا التناقض ؟ ثــم إنه احتاج إلى ورقة من النبي صلى الله عليه وسلم ليحفظ حقه ، ومع ذلك استطاع الصحابة أن يتآمروا ضد الموضوع كله ، ويزيّفوا تاريخ خير أمة أخرجت للناس ، بالخيانة ، والحيل ، والأساليب غير الشريفة !!
------
ثامنا : هؤلاء الضالون اختلقوا قصة أن عليا كان مظلوما ، وأن الصحابة جحدوا امانة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأن التاريخ الاسلامي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بدأ تاريخا أسود ، مليئا بالاحقاد والنفاق والكذب والظلم وإهانة بيت النبوة ، وأن القرآن تعرض للتحريف ، وعامـّـة الصحابة عصابــة من الخونة ، اختلقوا هذا كله ليهدموا الاسلام ، ويشوهوه ، لايوجد تفسير منطقي لمذهبــهم غير هذا التفسير. والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006