السؤال:

لماذا حزب البعث حزب كفري ، ولماذا لم يهاجموه إلا تحت الصواريخ الصليبية يا ترى ؟

*******************

جواب الشيخ:

السبب أنه حزب علماني يؤمن بفصل الدين عن الحياة ، وليس هو وحده يؤمن بذلك ، بل عامة الاحزاب العلمانية في الوطن العربي كذلك .

فتكفيره بسبب علمانيته ، اعتقاده أن الشريعة الاسلامية ليست لازمة الاتباع وإنما لنا أن نتخير منها ما يعزز فكرة القومية العربية ، وندع ما سوى ذلك .
ـــــــــــــــــــ
ومن يرفض شيئا من دين الله اعتقادا منه أنه يجوز له ذلك يكفر باتفاق العلماء ، أما العاصي فهو مقر بدين الله تعالى وأنه مخالف في حال معصيته ، ولهذا فهو فاسق وليس بكافـــــر ، بخلاف العلماني الذي يستحل الخروج عن شريعة الله تعالى .
ــــــــــــ
كما قال تعالى ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ، وما الله بغافل عما تعملون ) .
ــــــــــــــــ
لكن ثمة قضية يجب أن ننتبه لها ، وهي أن الاحزاب العربية الحاكمة ، أحيانا يكون لها خطاب فضفاض ، وتمر بمراحل تتطور فيها وتتغير ، ولهذا فحزب البعث مؤخرا ، تاثر بالتحولات الدينية الهائلة في الشارع العربي ، وقلت محاربته للدين ، وأصبح يميل إلى توظيف للدين أكثر ، بل هذا حصل حتى في أعتى الدول التي كانت شيوعية نفسها ، وإذا علم هذا ، فإن كانت هذه الاحزاب توظف الخطاب الديني ، والعاطفة الدينية ، ولاتجاهر بعداوته ، فمن البدهي أن يكون تحت لوائها ، مسلمون جاهلون بحقيقة ما يناقض الدين من أفكار في تلك الاحزاب ، ولهذا لايكفر كل شخص بعينه منضو تحت هذه الاحزاب العلمانية إلا بعد إقامة الحجة عليه ، وبيان المحجة ، ومعرفة أنه يعتقد العقيدة المخرجة من الدين ، أو يعمل عملا لايبقى معه أصل الاسلام من النواقض العملية .

هذا فضلا عن ـ إن كان الحديث عن الحزب الحاكم في العراق ـ أن في الجيش العراقي منتسبين ليسوا حزبيين ، وفيهم مسلمون قائمون بما أمر الله قدر استطاعتهم ، وما لايمتثلون فيه الشرع قد يكون بسبب الإكراه أو الجهل أيضا ، كما في كل الجيوش الأخرى ، ولايتجه تكفير كل من ينتمي إلى تلل الجيوش بالعموم ، وقد بينا هذا في مواضع آخرى .
ــــــــــــــ
واما قولك لماذا لم يهاجموه إلا تحت الصواريخ الصليبية ، فلأنهم أبواق للبيت الابيض ، فالادارة الامريكية تسكت عن الاحزاب العلمانية مادامت تسير في ردف أطماعها الخبيثة ، فإن أرادت أن تهاجم نظاما ما ، لتحقيق أهدافهم ، وليس لتحرير الشعوب كما يزعمون .

إذا أرادت مهاجمته ، جاءت بهؤلاء المطلبين من المفتين ، فطبلوا وراءها ، فيكونون جزءا من الدعاية الامريكية ، تسخرهم امريكا ، ليتم لها مقصودها ، وتصل إلى خططها وأهدافها ، ثم تأتي بعد ذلك ، بحزب علماني جديد يحكم الدولة الموالية لهم . ثم توعــز إلى المطبلين أن يوقفوا التطبيل ضد هذا الحزب العلماني الجديد ، حتى إذا احتاجت إليهم مرة أخرى ، ليفتوا بمهاجمة هذه الدولة ، أشارت إليهم فجاءوا يركضون مرة أخرى ، فهم مغفلون توظفهم الصليبية والصهيونية كما تشاء .
ــــــــــــــ
وأما قتال الامريكان في العراق ، فالمسألة تتعدى قضية حزب البعث ، بل هو دفاع عن أرض الاسلام ضد المتحل الغازي ، الصليبي ، كما أفتى كل علماء الاسلام ، في مشارق الارض ومغاربها ، فهو مثل قتال كل فلسطيني لليهود ، وليس بالضرورة أنه يقاتل تحت رايةعرفات .